إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التيار السلوكي المهدوي(بحث مهم)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التيار السلوكي المهدوي(بحث مهم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (يُرِيدُونَ أن يُطفِئُوا نُورَ اللهِ بِأفوَاهِهِم وَيَأبَى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَــــو كَرِهَ الكَـــافِـرُونَ)
    مقدمة
    ليست هذه الدراسة بحثا ترفيا في الدين أو التاريخ أو السياسة ، وكذلك فهي ليست أطروحة أكاديمية يهمها الالتزام بضوابط البحث الأكاديمي الشكلية ، بقدر ماهي دراسة ميدانية توعوية رسالتها أن توصل صرخة استغاثة وان تدق جرس إنذار لكل من يهمه الأمر، )فالعدو ليس على الأبواب ، وإنما هو في حجرات النوم( ، وفي القريب العاجل سيفصل بين الزوج وزوجه وبين الولد وأبيه ، بل سيشعل بينهم العداوة والبغضاء ، فيحل بعضهم دماء البعض الأخر.
    لقد فشل البعثيون و الطائفيون في سعيهم لإضعاف الكيان الشيعي في العراق من الخارج ، بل ان تألبهم عليه قد وحد صفوفه وأذاب الخلافات بين مكوناته ، ولذلك وضعت الخطط لضربه وإضعافه و تمزيقه من الداخل ، فكانت التجمعات العشائرية الممولة خليجيا، والأحزاب السياسية التي لها بداية وليس لها نهاية و التي يقودها أيتام النظام البائد ، والمئات من المؤسسات ( الإنسانية والثقافية والاجتماعية ) المشبوهة التي تختفي خلف عنوان ( منظمات المجتمع المدني) ، وأخيرا ( الحركات السلوكية ) و التي تعتبر الحلقة الأخطر من حلقات هذا المخطط الكبير لتفتيت وتمزيق النسيج السكاني الشيعي في الوسط و الجنوب.
    وهذه الدراسة إنما تسعى
    اولا:- لتسليط الأضواء على حقيقة وحجم الخطر الذي تمثله هذه الحركات على الامن الوطني
    ثانيا:- اثارة الوعي الأمني و السياسي و العقائدي لدى الامة ونخبها المتصدية ، عسى ان تتدارك الأمر و بالسرعة المطلوبة قبل ان يفلت الزمام وتتداخل الخنادق وتضيع الحقائق .
    ثالثا :- تحصين الشباب من مخاطر هذه الحركات ، المنحرفة ، من خلال فضح حقيقة الجذور الفكرية الوثنية لهذه الحركات وبعدها عن الاسلام و التوحيد و الفطرة السوية، وعن منهج اهل البيت(ع) ، وكذلك طبيعة امتداداتها وعلاقاتها المشبوهة مع كل أعداء الشعب العراقي ، وشيعته على وجه الخصوص .
    وقد قسمناها الى تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة فاستعرضنا في التمهيد المنطلقات التاريخية والإرهاصات التكوينية والتأسيسية ( للحركات السلوكية) ، وفي المبحث الأول تعرضنا بإيجاز للحركات السلوكية الفاعلة في الساحة


    العراقية ، واهم عقائدها و أفكارها و آليات عملها ، و أماكن تواجدها ،أما المبحث الثاني فقد تناولنا فيه بنوع من التفصيل ( الحركة المهدوية المولوية ) كنموذج تتجلى فيه حقيقة (المنهج السلوكي) بصورة واضحة وعميقة فيما خصصنا المبحث الثالث لمناقشة أصل وجود هذه الحركات والمسوغات الشرعية والأدلة العقلية لادعاءاتها ومزاعمها، وأخيرا ختمنا باستعراض اهم النتائج التي انتهينا اليها في هذا الموضوع .
    وقد عرضنا لجملة من المقترحات حول السبل الناجعة للتعامل مع هذه الحركات لتحجيمها ودفع شرورها عن الامة ، وكذلك رأي المرجعيات الدينية وفتاوى العلماء الأعلام حول هذه التيارات المنحرفة و الموقف الشرعي منها .
    ..................................................

    تمهيد
    المهدوية[1] عقيدة أسلامية راسخة رغم اختلاف مدارس المسلمين في فهمها و التعامل معها، بين مؤمن بالمفهوم (السنة) ومؤمن بمصداق معين (الشيعة) ، ألا أن هذه الفكرة كانت توظف دائما بالاتجاه الخطأ ، وهو مايتجلى هذه الأيــام وبــعد سقوط النظام فــي هــذه (الهبة المهدوية المشبوهة).
    أن الحركات المهدوية موضوع قديم جديد، قديم في جذوره وامتداداته السابقة وجديد في تمظهراته الحالية ، وهي وان تلفعت بالدين ، ورفعت الشعارات البراقة ألا أنها وكما أثبتت التجارب التاريخية المعاصرة تعتبر من اشد الأعداء للدين و الوطن ، واحد أهم المعاول التي يوظفها الأعداء للنيل من الدين والوطن ، فتاريخ هذه الفرق مرتبط دائما بالغلو[2] العقائدي والتحجر الفكري


    [1] المهدوية:- صفه لكل من ادعى انه (المهدي)المبشر به من قبل النبي (ص) والذي يملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، وكذلك كل من ادعى السفارة عن الامام المهدي ، او القرابة منه ، وباي شكل كان، وبصوره اعم كل الحركات والفرق التي تدعى تمثيلها للمهدي او انها مقدمة لظهوره.
    لقد تكررت دعوات المهدوية في التاريخ الاسلامي .. حتى تجاوزت العشرات وتدلنا هذه الظاهرة على تماهي مصطلح (الامام المهدي) مع معنى الثورة والحرية والعدالة ، وانبثاقه كردة فعل على الواقع الفاسد الذي كان يتدهور اليه المجتمع الاسلامي ، وهي تستفيد من الروايات المتواترة بظهور مهدي اخر الزمان ففي كل مره يتصور الناس ان زمانهم هذا هو آخر الزمان وان زعيمهم او شهيدهم هو المهدي المنتظر وهكذا دواليك، فهذه الفكرة تمثل الخلاص للمحرومين ، وهي مناسبة لحشد التأييد الشعبي لاي ثائر يرفع هذا الشعار ، وتقوم باضفاء نوع من القداسة على ثورته.
    لقد كانت معظم قصص المهدوية في القرون الاسلامية الاولى ، مرتبطة ومنبثقة من حركات سياسية ثورية تتصدى لرفع الظلم والاضطهاد وتلتف حول زعيم من الزعماء وعادة ما يكون من اهل البيت (ع) وعندما تفشل الحركة ويموت زعيمها قبل ان ينتصر ، او يقتل في المعركة ، او يختفي في ظروف غامضة ، كان اصحابه يختلفون ، فمنهم من يسلم بالامر الواقع ، ومنهم من يرفض التسليم والاعتراف بالهزيمة ، ويسارع لتصديق الاشاعات التي تتحدث عن هروب الامام الثائر او اختفائه وغيبته ، وعادة ما يكون هؤلاء من بسطاء الناس الذين يعلقون امالآ كبيرة على شخص او يضخمون مواصفات ذلك الزعيم ، فيصعب عليهم التراجع ، لانه سيعني لديهم الانهيار والانسحاق النفسي .
    ان التاريخ الشيعي ليضج بالثورات والحركات المهدوية ، منذ الصدر الاول للاسلام وحتى يومنا هذا ، وكذلك فأن هناك عدد من الحركات (السنية) قد رفعت شعار المهدوية من امثال :
    1- مهدوية (المهدي بن تومرت) مؤسس دولة الموحدين في المغرب العربي.
    2- مهدوية (محمد بن عبد الله السنوسي)- قائد الحركة السنوسية في ليبيا .
    3- مهدوية (محمد احمد المهدي) ( مهدي السودان).




    [2] الغلو:- وهو موقف مبالغ فيه يقفه انسان من قضية عامة او خاصة بشكل متطرف تتجاوز حدود المألوف والمعقول .
    لغة :هو مجاوزة الحد والافراط في الشيء ///.اصطلاحاً : هي الجماعات التي غلت في الامام علي ع وابنائه من بعده ، وهناك من غلا في غيرهم."راجع الملحق ـ 1ـ"




    والتكفير[1] و الجهل و إلغاء الآخر، وهي كذلك وعلى طول الخط فرصة للدوائر الاستعمارية الحاقدة على الأمة وعقيدتها و أمنها وازدهارها. فالخطابية[2] و النصيرية[3] .

    [1] التكفير:-مصطلح اشتق من الكفر ، والكفر في اللغة: بمعنى الستر والتغطية، ومنه سمي الكفر الذي هو ضد الايمان – كفراً لان فيه تغطية للحق، بجحد اوغيره، وسمى الكافر كافراً لانه قد غطى قلبه بالكفر…اما في الاصطلاح :- فهو اتهام جماعة او طائفة بالفسق والضلال والخروج من الدين مما يجردهم من حقوقهم الانسانية ويعرضهم للاهانة او القتل او الطرد من المجتمع.
    التكفير والخوارج :- ان اصل ظاهرة التكفير هم الخوراج، وهي الفئه التي خرجت على الامام علي (ع) بعد ان كانت تحارب معه في صفين ، فهم وبعد ان خدعوا بخديعة رفع المصاحف ، ورفضوا الاستمرار بالقتال، عادوا ليرفعوا شعار (لا حكم الا لله) بعد رفضهم لنتائج التحكيم، (فقد اجبروا الامام علي (ع) على قبول التحكيم وحين تم ذلك طلبوا منه ان يرجع عنه ، بل وان يعلن إسلامه).
    لقد خدع كثير من الناس بهذا الشعار (لاحكم الا لله ) لانه يوحي بالتمسك بكتاب الله، وقد عبر الإمام علي (ع) عن هذا الشعار بانه (كلمة حق يراد بها باطل)، وكان الخوارج يكثرون من العبادة وقراءة القرآن حتى سموا بذوي الجباه السود والقراء، ويغلب على اتباع هذه الفرقة ( الانفعال والتطرف في السلوك والتزمت في الدين والتحجر في الفكر) وقد ذهبوا الى تكفير الامام علي (ع) وعثمان وأصحاب الجمل ومعاوية والحكمين وكل من رضى بحكمهما ، ما اشبه الليلة بالبارحة ، واشبه السلوكيون هذه الايام وهم يكفرون ويخونون الجميع بلا استثناء ، بالخوارج في صدر الاسلام اللذين كفروا الجميع وبلا استثناء ايضا.
    واخيرا فقد اضطر الامام علي (ع) الى ان يحاربهم بعد ان سفكوا دماء المسلمين، حتى كاد ان يستأصلهم في معركة النهروان، ثم استشهد سلام الله عليه على يد احدهم وهو يصلي في مسجد الكوفة ، وفيما بعد انقسم الخوراج الى فرق كثيرة انقرض اغلبها ولم يبق ظاهرا منها الا (الاباضية) في عمان، وقد شذت بعض هذه الفرق في عقائدها، فبعضها كالبدعية قصروا الصلاة على ركعه في الصباح وركعة في المساء، بينما اجازت (الميمونية) نكاح بعض المحارم كبنات البنين وبنات البنات وبنات بني الاخوة. ان انتشار ثقافة التكفير في المجتمع سوف لن تستثني احد من شرورها لان انتشارها سيجعل الجميع يكفر الجميع ، و الجميع يستحل دماء الجميع.

    [2] ا لخطابية:- فرقة مغالية تنسب الى (ابي الخطاب – محمد ابن ابي زينب الاجدع) والذي كان يغالي في الامام الصادق ويؤلهه وهو القائل إله في السماء وإله في الارض ، ويقصد الامام الصادق وهذا مصداق ما تقول به عقيدة الاتحاد و الحلول .

    [3] النصيرية:- حركة مغالية ظهرت في القرن الثاث الهجري، اسسها (محمد بن نصير النميري البصري) الذي اشتهر بالخلاعة والفجور ، وكان يقول باباحة اللواط ، ويعتبره من التواضع والتذلل ، وانه احد الشهوات والطيبات.
    رفع الامام الهادي (ع) الى درجة الالوهية، وادعى لنفسه مرتبة النبوه والرسالة ، انقسم اتباعه بعده الى عدة فرق و بقاياهم موجودين اليوم في سوريا وتركيا ويسمون انفسهم بالعلويين .
    عقائدهم:-
    1- الغلو في الامام علي (ع) ، والاعتقاد بانه إله و رب ، إله في السماء وامام في الارض ، وهو ما يفلسفونه من خلال اعتقادهم بنظرية (الاتحاد والحلول) ، وان الله قد حل في جسد الامام علي(ع) واتحد به.
    2- يزعمون بان للعقيدة ظاهراً وباطن وانهم وحدهم العالمون ببواطن الاسرار .
    3- تأثروا بالافلاطونية الحديثة، ونقلوا عنها نظرية الفيض النوراني على الاشياء ووحدة الوجود.
    4- يؤمنون بالتناسخ (تكرار المولد) وهو الاعتقاد بازلية الروح ، فالروح لا تفنى فناءا كاملاً بل اذا خرجت من جسم حلت في جسم اخر ، وهكذا تنتقل من هنا الى هناك ، ويكون نوع انتقالها حسب صلاحها او فسادها ، فالصالحة تنتقل بصورة تصاعدية ارتقائية حتى تتصل (بالروح المطلقة للآله) وهو ما يسمى بـ( النرفانا) في العقيدة الهندوسية ، والنصيرية يضيفون الى ذلك ان الروح المؤمنه قد تنسخ الى كوكب في السماء ، لذا يعتقدون ان جميع ما في السماء من كواكب انما هي (انفس المؤمنين الصالحين)، اما الروح الفاسدة فانها تتسافل حتى تتمثل في هياكل الحيوانات ثم الحشرات.
    فالتناسخ عندهم وسيلة للتكامل او التسافل، وهي العقيدة الرئيسية للديانات الشرقية الاسيوية ( البوذية والجينية والسيخية والهندوسية وغيرها )





    و الاغاخانية[1] وغيرها العشرات قديما، والشيخية[2] و البابية[3] و البهائية[4] وغيرهـــا حديثـا وأخيراً (اليمانـي و القحطاني والرباني و الصرخي و قاضي السماء الكرعاوي) وغيرها الكثير من الامتدادات المشبوهة و المنحرفة و المرتبطة بالأجنبي.
    واليوم وحيث يعيش العراق واحدة من اخطر المفاصل التاريخية في وجوده ، وحيث يتم التأسيس لعراق جديد على أنقاض الدكتاتورية و الطائفية و العنصرية ، وحيث يتعرض الكيان العراقي لأخطر هجمة دموية حاقدة ، نعم اليوم وفي ظل هذه الظروف المأساوية بدأت بالانتشار هذه الحركات المشبوهة مستغلة حالة الفوضى التي تعم البلاد وتدني المستوى الثقافي للأمة بعد عقود من التجهيل و المسخ و التدمير المنهجي للعقل العراقي، إضافة إلى توظيف حالة التذمر الشعبي من نقص الخدمات و فقدان الأمن ، باتجاه إسقاط العملية السياسية وتسقيط الأحزاب و المرجعيات الدينية ، في عملية تسطيح و تبسيط للإحداث، وعدم ربطها بمسبباتها الحقيقية ، (إضافة إلى إغماض العين) عما تحقق من مكتسبات يحاول أعداء الأمة إجهاضها بشتى السبل.
    أن الخطر الأكبر القادم على سكان الوسط و الجنوب ليس من الخارج فحسب، و أنما هو من الداخل أيضاً، من هذه الحركات التي بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم و التي هي في الحقيقة طابور خامس للعدو الخارجي.
    أن حركات محمود الصرخي ، واحمد الحسن اليماني ، وفاضل الرباني ، وحيدر القحطاني ، وقاضي السماء الكرعاوي وحركة الممهدون ، وعشرات المجاميع من السلوكية[5] ودعاة المهدوية، الموجودين في اغلب مدن الوسط و الجنوب أنما هي في الواقع وجوه لحقيقة واحدة و حركات و فرق ضمن تيار واحد ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم (التيار السلوكي - المهدوي) باعتبار أن الحركات ضمن هذا التيار مهما اختلفت و مهما تقاطعت
    مصالحها و مصالح زعمائها ، ورغم تميز إحداها على الأخرى في بعض الخصوصيات ، ألا أنها تلتقي على الكثير من الثوابت و القواسم المشتركة عقائديا وسياسيا و إعلاميا و منهجيا ، وجميعها تنضوي تحت خيمة واحدة وضمن إطار واحد ، كما و أن قواعدها الشعبية متداخلة بصورة كبيرة وواسعة ، وهناك تعاون و تنسيق فيما بينها.
    وفيما يلي سوف نستعرض عددا من هذه الحركات الظلامية المنحرفة ، و نفصل القول في أخطرها وأكثرها خفاءاً ، ألا وهي حركة الممهدون ( المولوية )، ولكن وقبل هذا وذاك سنمر مروراً سريعا مختصراً على أهم المحطات في مسيرة (الحركة السلوكية المهدوية ) في النجف ، كي نربط الماضي بالحاضر ونفهم حقيقة المقدمات التي أدت الى انتشار هذا البلاء في بلاد الرافدين.








  • #2
    تتمة الموضوع

    اضواء على الحركات السلوكية المعاصرة
    في بداية التسعينات ومع ظهور نجم السيد محمد الصدر،(سقراط الفكر المهدوي المعاصر)، (رض ) وفتحة لابواب الدراسة الحوزوية على مصراعيها، وقيامه شخصياً بالتدريس ، كان رحمه الله يلقي على بعض تلامذته دروس في (العرفان والسلوك)او (علم الباطن والحقيقة) الذي يقابل (علم الظاهر و الشريعة) ، وذلك حسب تصنيفات المتصوفة[6] وأهل العرفان ،ويبدو ان الخلاف والجدال والصراع الدائر بينهما منذ قرون ، بين مرجح للباطن على الظاهر او بالعكس وبين جامع بين الاثنين قد عاد ليطل برأسه من جديد ، ولكن هذه المرة وهو يحمل معه نذر الموت ومشاعل الفتنة ودعاوى التكفير، وبالعود الى موضوعنا يبدو ان بعض تلامذة السيد الصدر (رض) قد خرجوا عن سياق البحث الذي يلقيه ، وخالفوا المنهج العرفاني الشرعي المعتدل الذي كان يبثه بينهم والذي يجمع بين آداب السلوك و آداب الفقه ، فانفتحوا على علوم وأبحاث هذا العلم وهي كثيرة وغاصوا في بحاره وهي عميقة ، ولم يأخذوا للأمر اهبته ولم يستعدوا له كما ينبغي ، فخاضوا فيه من غير حصانه وهم في بداية الطريق فغرقوا واغرقوا معهم خلقاً كثيراً، هذا فيما لو أحسنا الظن ، ولكن هناك أرقام وأدلة تؤكد ارتباطهم بمخابرات النظام السابق.
    وقد عرفوا في حياة السيد الشهيد (بالمنتظرون) أو(حركة جند المولى) ، والمولى هو السيد الصدر(رض) إذ كانوا يعتقدون أن الإمام المهدي قد تجلى وظهر به ، وكان على رأسهم اثنين من طلبته رحمه الله ، هم (منتظر الخفاجي) و(فرقد معز الدين القزويني) ، فهؤلاء هم طليعة السلوكية في النجف ، ثم تبعهم خط ثانٍ من السلوكيين من طلبة السيد الصدر، انتشروا في كل محافظات العراق الوسطى و الجنوبية، كان أشهرهم (حيدر مشتت-القحطاني)و(احمد اسماعيل كاطع- اليماني) و( فاضل عبد الحسين – الرباني )، وقد فسقهم رحمة الله وفسق من يتعاون معهم.
    ثم دارت عجلة هذا الفكر المنحرف لتجرف في طريقها الآلاف من البسطاء والجهلة وأنصاف المتعلمين والموتورين ، وطلاب الجاه والمال ، ثم لتتحول فيما بعد الى مجاميع تكفيرية لاتؤمن بأي شيء ، حيث تم
    احتوائها من قبل المخابرات الأجنبية والجهات الطائفية والوهابية التي تريد شراً بالعراق وأهله ، فانهالت عليهم الأموال ، وتم اختراقهم بعناصر مخابراتية محترفة وخطيرة ، بدأت تسّير هذه الحركات من خلف ستار ، وتتحكم بقراراتها وتملي عليها عقائدها ، وترسم لها خط سيرها .
    وكانت اخطر حلقة من حلقات هذه المؤامرة هي (واقعة الزركة) وما يسمى (بجيش الرعب) و (جند السماء) والذي كان يتهيأ لاحتلال النجف وقتل جميع المراجع وعلماء الدين وكل من يقف في طريقه ، على أمل ان تهب باقي المجاميع السلوكية للنصرة ، فيختل حبل الأمن ويسود الهرج والمرج وهنا ستتدخل قوى خارجية ، وقوى داخلية غير منظورة لقلب الأوضاع وبما يؤدي الى إسقاط الحكومة وانتشار الفوضى الشاملة في البلاد ولكن الله والغيارى والمخلصين كانوا لهم بالمرصاد.
    هذا ما كان من أمر السلوكيين في النجف والعراق ، أما في خارج العراق فهناك مجاميع مختلفة من السلوكيين في إيران والباكستان ولبنان ، لا يسعنا حصرها واستعراضها لكثرتها من ناحية ولضعفها وعدم أهميتها وعدم تأثيرها من ناحية اخرى، عدا الدور الذي قام ويقوم به المدعو (ابو هدى الغزي) ، حيث ساهم في نفخ الروح في هذا الفكر والسلوك المنحرف وتأجيجه داخل العراق ، وخاصة بعد سقوط النظام .
    فمن هو (ابو هدى الغزي) ومن هم أساتذته وتلامذته ؟ ان القصة باختصار شديد ومضغوط كالتالي :
    في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وبعد الحملة التي قادها النظام البائد لاستئصال الإسلاميين ، هاجر الكثير منهم الى خارج العراق، وكان من ضمن هؤلاء المهاجرين شيخ حديث العهد بالانضمام إلى حزب الدعوة الاسلامية اسمه (محمد علي اليعقوبي).
    هاجر الشيخ محمد علي اليعقوبي الى الكويت ثم الى إيران حيث اختص بالسيد (عبد الكريم الكشميري) العرفاني المعروف، واخذ عنه بعض أسرار العرفان (كما يعبر العرفانيون) واصبح من حوارييه المقربين، ثم اصبح فيما بعد عنواناً للافكار السلوكية المهدوية في اوساط العراقيين في ايران ، واستطاع مد الكثير من العلاقات مع شخصيات مهمة ومؤثرة في ايران ، واخيرا اعتقل بتهمة نقل اموال من الخليج الى جهات مشبوهة في ايران ، وقضى سنة واحده في السجن ، وبعد ان خرج ذهب الى الهند والباكستان ، وانقطعت اخباره منذئذ.
    أما الشيخ (عبدالحليم الغزي - ابو هدى-) من ناحية الشطرة في الناصرية ، فهو داعية ، اعتقل عام 1979 بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة ، لكنه انهار في التحقيق واعترف اعترافاً تفصيلياً ، وبعد ان خرج في العفو، هرب الى الكويت ثم الى سوريا ثم الى ايران ، لكنه تعرف في الكويت بالشيخ محمد علي اليعقوبي واستمرت العلاقة بينهما بعد سفرهما الى ايران ، ثم انظم الى معسكر (الشهيد الصدر) للمجاهدين العراقيين من الدعاة ، ولكنه كان على عكس الجميع (متخاذل - متردد - جبان) ، ثم ترك المعسكر عائدا الى مدينة (قم) هاربا من الجهاد ، متفرغا للدراسة ، ومروجا لثقافة الانسحاب من سوح الجهاد ومثبطاً الناس عن الذهاب للجبهة ، ثم مالبث ان استقال من حزب الدعوة ، بعد ان بدأت افكاره، واطروحاته السلوكية تصطدم مع افكار الدعوة واجوائها.
    اما عن علاقته باليعقوبي فقد بقي ملازماً له متأثراً بأفكاره السلوكية ، ثم انفصل عنه ليستقل بذاته، وقد اخذ يجمع الناس من حوله باطروحاته العرفانية والسلوكية والتي تتميز بالمبالغة في الممارسات الشعائرية، فتحلق حوله العشرات من الشباب العاطلين عن العمل ، والذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على ما يدفعه لهم من أموال (مجهولة المصدر) ، وهو ما يؤشر حجم إمكانياته المادية التي تمكنه من الصرف على هكذا اعداد من الشباب العاطل.
    وفي أواخر الثمانينات جرت محاولة لاغتيال الشيخ الأصفي ، وبعد التحقيق مع الشخص المكلف بالاغتيال ادعى بان (الغزي) كان وراء المحاولة ، فاعتقل ، ثم اطلق سراحة بعد فترة قصيرة حيث هاجر الى الغرب متنقلاً بين كندا وهولندا وبلجيكا ، استراليا وأخيرا الباكستان .
    بعض افكاره وسلوكياته
    1- يدعى ان الارض تطوى له ، وانه يسمع رفيف الملائكة
    2- يثقف اتباعه على ان ينادونه بـ ( ابن الامام).
    3- انتهى في افكاره الى اسقاط التكاليف واكثار الفساد للتعجيل بالظهور.
    4- وأخيرا كان يدعو الى تبادل الزوجات.
    في الفترة التي قضاها (الغزي) في ايران تعرف (بالسيد محمد) ، وهذا الشخص اصبح فيما بعد من المروجين لأفكاره ، رافق الغزي بعد خروجه من ايران ، في حركته وأسفاره ، وأصبح من المعتمدين لديه ، دخل عدة مرات الى العراق بصورة غير رسمية، وأخيرا القي القبض عليه في عام 1997، وحكم في أبو غريب بتهمه (دخول البلاد بصورة غير رسمية) فقضى حوالي خمسة أعوام في السجن (الخاصة) ليخرج عام 2002م.
    وفي (الخاصة) التقى بضياء الكرعاوي (قاضي السماء) ، وشكلوا معا (تنظيم سلوكي) ، واستطاعوا جذب العديد من السجناء الى صفوفهم ، حيث كانوا يقضون أوقاتهم (بالذكر والأوراد) ، وكذلك فقد شوهد بعضهم وهم يمارسون ممارسات لا أخلاقية داخل السجن ، ظن السجناء وقتها انها تصرفات لها علاقة بالسلوك والخلق الشخصي ، ولم يعرفوا حينها بأنها مستلزمات العقيدة الجديدة ، وفيما بعد كان أكثر افراد هذا التنظيم من المشاركين في معركة الزركة .
    ومن ناحية اخرى ، فان وجود(الشيخ الغزي) في اوربا وأمريكا وأخيرا في استراليا ، قد جعله مطلق اليد في الدعوة لأفكاره بين الشباب المؤمن في هذه البلدان، ومن ضمن الاشخاص الذين تأثروا به، شخص يدعى (صفاء جاسم عيدان) ، وهذا الشخص يعيش في استراليا مهاجراً منذ اكثر من عشر سنوات وبعد سقوط النظام ، كثرت زياراته للعراق – وكذلك اتصالاته بـ (احمد الحسن اليماني) وليتحول بعد ذلك الى الممثل الرئيسي لليماني في استراليا ومنطقة الخليج العربي .
    حيث يروج لأفكار (اليمـاني) في أوساط شيعة الخليج بعلم وتسهيل الشخصيات الحكومية في السعودية والإمارات ، وخصوصاً (أمير الرياض).
    وهو في دعوته ، لا يلمح ابدأ لاي علاقة مع استاذه (ابو هدى الغزي) ، فالدعوة مقتصرة على (اليماني) فقط.
    الغريب والملفت للنظر ان المدعو (ابو هدى الغزي) بعيداً جداً وبصورة شبه كاملة عن الأضواء ، بل ان هناك شبه تعتيم على اخباره وأماكن تحركه ووجوده ونشاطاته ، من قبل اهله وأقربائه وأصدقائه – مما لا يمكن ان يكون مصادفة ، فيما يكتفي بتحريك الاحداث من خلف الستار، وان ما ترشح من معلومات حول علاقاته بكل من (ضياء الكرعاوي واحمد الحسن اليماني) ، ولسبقه في هذا المضمار، فان أصابع الاتهام تتوجه إليه باعتباره (العقل المدبر) من وراء هذه الحركات المشبوهه في ارتباطاتها الخارجية وانحرافاتها الفكرية.
    وبعيداً عن نظرية المؤامرة ، فان الدلائل والمؤشرات تدل وبما لا يقبل الشك ، ان خيوط الحركات والمجاميع السلوكية ، و بمختلف اتجاهاتها ومشاربها انما تصدر عن عقل مخابراتي صدامي زرع هذه الخلايا السرطانية في الجسد الشيعي كما زرع من قبل خلايا الوهابية والقاعدة في الجسد السني، ليوقضها في الوقت المناسب، وهو ما بدت معالمه تتضح وتبين.
    والخلاصة / فأن هناك الكثيرمن الشكوك حول دور المدعو (أبو هدى الغزي) في قيادة وتوجيه هذه الجماعات ، وخاصة علاقته بجماعة (جند السماء ) التي اثبتت التحقيقات ارتباطها بالبعث والقاعدة والسعودية ، وكذلك علاقاته الخفية مع (احمد بن الحسن اليماني) زعيم جماعة (انصار المهدي).

    المبحث الاول
    الفرق المهدوية المعاصرة
    وفيما يلي خلاصة مفيدة بأهم الحركات السلوكية الموجودة في الساحة العراقية هذه الأيام ، عقائدها ، خطابها السياسي وأماكن انتشارها.
    1- حركة (حيدر مشتت) أبو عبد الله الحسين القحطاني / يدعي انه هو اليماني وقد قتل على يد جماعة احمد الحسن اليماني ، انخرط اغلب اتباعه مع جند السماء ، وقتل الكثير منهم معهم / العمارة وبغداد.
    2- حركة أنصار المهدي/ (احمد اسماعيل كاطع السويلم) احمد الحسن اليماني/ يدعي انه هو اليماني وانه ابن ووصي الإمام المهدي/البصرة.
    3- حركة جند السماء / ضياء عبدالزهرة الكرعاوي (قاضي السماء) / يدعي انه هو المهدي وانه ولد من بيضة مخصبة للزهراء من الإمام علي، قتل في معركة (الزركة) / الحلة.
    4- حركة الموطئون / (فاضل عبدالحسين المرسومي) الأمام الرباني / يدعي انه هو المهدي الموعود ، وان الله قد تجلى وظهر به ، يدعو الى وحدة الاديان / ديالى .
    5- حركة الممهدون / قيادة مجهولة / يدعون إن المهدي قد ظهر منذ ستة أشهر ، وان اليماني هو الوسيط بينهم وبين الإمام/ محافظات الفرات الاوسط ، وبغداد
    6- حركة المختار ( الشريف حبيب الله – ابو علي المختار ) ، ودعوة هذه الحركة مزيج من الافكار الصوفية والتبشيرية المسيحية ، نشطت في بغداد في الاونة الاخيرة ، زعيمها من اهالي الطالبية ، والده شيوعي سابق كان يعمل في السحر وقراءة الفأل .
    7- حركة أصحاب القضية ، وهم جماعتين.
    أ- الأولى (حركة روح الله) وتعتبر أن السيد الخميني هو المهدي ، وإنه لم يمت بل غاب وسيظهر/العمارة.
    ب- الثانية (حركة النبأ العظيم) و تعتبر أن السيد مقتدى الصدر هو المهدي (ع) / العمارة.
    كما وان التسمية (أصحاب القضية) تطلقها على نفسها كل من حركة الممهدون وحركة اليماني وحركة القحطاني وهو ما يؤشر منطلقاتهم الفكرية المشتركة.
    8- حركة محمود الصرخي ( الحوزة الصادقة ) وهي حركة ( مهدوية – مرجعية ) وتعتبر معتدلة فكريا (غير سلوكية ) و لكنها تحمل بذور الفكر المنحرف ، حيث يدعي زعيمها انه يلتقي بالإمام المهدي ، (سألت الناحية المقدسة ) وانه الأعلم و يبطل تقليد باقي المراجع / الديوانية ، كربلاء





    تمويلهم:
    أن أصابع الاتهام في تمويل هذه الحركات أنما تشير إلى (حزب البعث ، الحركة الوهابية ، دعم خارجي/ خليجي).

    مشتركاتهم العقيدية:
    في البدء لابد من معرفة أن اغلب هذه الحركات إنما تنهج نهجا صوفيا في أدبياتها و افكارها و سلوكياتها، حيث توظف المفاهيم الصوفية توظيفاً سياسياً [7] أما أهم عقائدهم فهي :
    1- عقيدة الاتحاد والحلول[8]: حيث يعتقدون بان الله قد حل في بدن الامام المهدي واتحد به ، وهي كما اسلفنا من عقائد النصارى والمتصوفة .




    2- عقيدة وحدة الوجود[9]:وان الله تعالى يتجلى للناس من خلال بعض عباده الصالحين ، وهي من عقائد فرق الغلاة المنقرضة ، وكان اخر من ادعاها (البهائية).
    3- الايمان بنظرية (الظاهر والباطن) اي تطهير الباطن واهمـال الظاهر ، والذي ينتهي الى (اسقاط التكاليف ) و ( إكثار الفساد) تمهيداً لظهور الإمام المهدي


    مصادرهم في الاستدلال على عقائدهم:
    أ‌- التفسير الباطني للقران.
    ب‌- الأحلام و الإلهامات والمكاشفات.
    ت‌- انتقاء الروايات المتشابهة التي تخص قضية الأمام المهدي(ع) وتفسيرها بصورة موجهة
    وتوظيفها للاستدلال على مدعياتهم.
    ث‌- ادعاء اللقاء بالإمام المهدي (ع) من قبل زعمائهم و سؤاله و التعلم منه والأخذ عنه.








    قراءة في بعض افكارهم ومشتركاتهم السياسية و الاجتماعية :
    1- أن الأمام المهدي (ع) ظهر او على وشك الظهور، وان كان بعضهم (ابنه) والأخر (وصيه) والثـالث (نسيبه) والرابع (المهدي نفسه).
    2- يتدرجون مع إتباعهم في تلقين الأفكار المنحرفة وكالتالي:-
    أ‌- يبدؤون بالدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن ظهور المعصوم ، (إغلاق عقل المتلقي).
    تسقيط المرجعيات الدينية ، والمناداة ببطلان تقليدهم ، فهم يسعون الى هدم ثقة الناس بعلماء الدين

    [1] الأغاخانية:- فرقة مغالية انشقت عن الشيعة الاسماعلية (البهرة) الذين يقولون بامامة اسماعيل بن الامام الصادق ، بدل الامام الكاظم ، وقد اختصت الاغاخانية بطقوس وممارسات وعقائد اخرجتها من دائره الاسلام ووضعتها في خانة الفرق المغالية ، خاصة بعد ان اسقطت التكاليف الشرعية المتعارفة عند المسلمين وهم موجودون الان في الباكستان وافغانستان وسوريا.
    أهم عقائدهم
    1- ان الذات الالهية قد حلت في الامام علي (ع)، وكذلك فانها تحل في بعض ائمتهم المتوفين وحتى الاحياء – (عقيدة الاتحاد والحلول).
    2- يؤمنون بعقيدة التناسخ الهندوسية.
    3- يؤمنون بعقيدة وحدة الوجود .
    4- يؤمنون بان الدين ظاهر وباطن وان الشريعة الظاهره ما هي الا مجموعة قوانين ونظريات وضعها الفقهاء بعد النبي بقرون ، وانها جاءت لزمانها ، وقد حدث تطور كبير يحتاج فيه الناس الى شريعة جديدة، ولذلك فهم يؤمنون بفكرة (نسخ الشريعة) وبديلهم هو التأويل الباطني للقرآن وللشريعة، ومثال على ذلك.
    - ان القيامة هي قيامة الارواح والنفوس بدون الاجساد (نظرية البعث الروحاني) والذي قالت به ايضا الفرقة الشيخية فيما بعد
    - ان الصلاة موالاه الائمة، والصلاة عندهم مجموعة من السجدات .
    - وان الزكاة / اخراج العلم الباطني لمن يستحق.
    - وان الحج / زيارة الامام وادمان خدمته، وكعبتهم حيث يوجد زعيمهم.
    - وهم لا يقيمون الصلاة مع المسلمين، واماكن عبادتهم تسمى (بيت الجماعة) ، ولا يحجون الى الكعبة.
    - والصوم / هو الستر والكتمان : اي ستر الاسرار وعدم كشفها.
    وباختصار فان نسخ الشريعة معناه (اسقاط التكاليف).

    [2] الشيخية :- فرقة مغالية اسسها الشيخ (احمد الاحسائي) ، يعتقدون بان الخلق والرزق والاحياء والاماته امور فوضها الله الى الائمة (ع) ، والتفويض نوع من انواع الغلو – وكذلك فانهم يعتقدون بـ( الركن الرابع) فيقولون ( لا بد في كل زمان من شخص ظاهر، غير امام الزمان الغائب يكون عالما بكل شيء وله الوساطة بين الناس والامام ، ويجب على الجميع الدعوة له ، وليس لغيره من اهل العلم ان يتصدى للأمور العامة الاباذنه وسموه بـ الناطق ، والنائب الخاص – والقطب ، والركن الرابع والباب)، وان البعث يوم القيامة (بعث روحاني ) وليس جسماني ، وان المعراج كان بروح النبي وليس بجسده.

    [3] البابية :- فرقة مغالية انشقت من الشيخية ، لديها كتاب مقدس اسمه ( البيان) يؤمنون بضرورة الاهتمام بالجانب الباطني (جانب القلب ) وتطهيره من حب الدنيا،وكذلك اهمال الجانب الظاهري ، واسقاط التكاليف الشرعية ، يدعى زعيمهم (علي محمد الشيرازي ) انه هو الباب الموصل للامام المهدي(ع)، فكان اول من استعمل هذا المصطلح في العصر الحديث فسموا بالبابية.

    [4] البهائية :- وهي امتداد للبابية ، زعيمهم ( الميرزاحسين علي النوري) – البهاء (المهدي الموعود)، وكتابهم المقدس هو (الاقدس) ، يؤمنون اضافة لما سبق من عقائد البابية في الاهتمام بعلم الباطن واسقاط التكاليف ، باجازة الزواج بالمحارم وكذلك يدعون بان الله تعالى قد تجلى لعباده من خلال اشخاص هم( براهما – بوذا – موسى – عيسى – محمد) واخيراً – البهاء ، فهو مظهر من مظاهر التجلي الالهي وكذلك اعتبروا قبره في يافا كعبة ومقصداً لحجاجهم.وقد اصبحت البهائية فيما بعد ذراع من اذرع الحركة الماسونية الصهيونية ، ورفعت شعار الماسونية ( وحدة الاديان) وقد افتى العلماء في ايران بكفر اتباع هاتين الفرقتين فرد زعمائها بتكفير جميع علماء الدين ، بل جميع الشيعة.

    [5] السلوكية :- وهو مصطلح مشتق من كلمة (السالك) اي الشخص المنتمي للفرق الصوفية و(السائر) في طريق الحقيقة والعرفان للوصول الى (اليقين) ، ، فالسلوك هو الطريق الى الله والذي يختاره العارفون والمتصوفة بالعبادة والزهد في الدنيا ، لاجل التقرب الى الله تعالى .
    وقد تسمى بهذا الاسم اصحاب الحركات (الصوفية – السياسية – التكفيرية) الموجوده اليوم في الساحة العراقية.




    [6] الصوفية ليست مذهبا او دينا بل هي منهج و طريق يسلكه العبد للوصول الى الله تعالى كما يعرفها اصحابها اما معارضيها فيعتبرونها ممارسات عبادية لم تذكر في القرآن او السنة ، ولايوجد اي سند في اثباتها."راجع الملحق ـ2ـ"

    [7] ) التوظيف السياسي للتصوف:-ان القضية في العمق هي مؤامر تكفيرية بعثية لتمزيق الساحة الشيعية عبر تسويق المنهج الصوفي وتحت عباءته، ونشره بين الناس كبديل عن المنهج التشريعي الفقهي وبالتالي لاستبدال المراجع والفقهاء المجتهدين بدعاة التصوف والعرفان، ولكن ليس بصيغته الشرعية المعتدلة والمتسالمة مع الفقه والفقهاء والمتكاملة مع الشريعة، انما بصيغة تكفيرية مغالية رافضه لكل ما يتعلق بالفقه والشريعة وحدود الحلال والحرام.
    لان الشريعة وفقهها وفقهائها أصبحوا عقبة كأداء في وجه هؤلاء الادعياء في سعيهم لخداع واستغفال الامة وتنفيذ مخططات العدو المتربص بها.
    لقد وجد دهاقنة الشر وشيوخ الطائفية وضباط المخابرات الاجنبية، ان خير وسيلة لاختراق الجسد الشيعي والعقل الشيعي والهيمنة عليه هي عن طريق هذا المنهج الذي سبقهم النظام البائد في محاولة توظيفه لتمزيق الساحة الشيعية انذاك عندما زرع عناصره في حاشية السيد محمد الصدر(رض)، والذين لعنهم رحمه الله بعد ان كشف انحرافاتهم وشك بتوجهاتهم.
    لقد تم تطوير هذه النسخه المحسنة من المنهج (العرفاني) لتلبي محتيجات المرحلة في احداث خرق (عقائدي- اجتماعي- سياسي - امني) للواقع الشيعي.
    ولكن لماذا وقع الاختيار على (المنهج العرفاني) ليوظف في هذه المهمة المشبوهه، والجواب هو ان منهج العرفان لا يعتمد في استدلالاته على المبادى والاصول العقلية، لكي تحاكم الاشياء فيه على مدى اقترابها وابتعادها عن العقل، بل ان استدلالاته تعتمد على المكاشفات، وما يشاهد بالبصيرة وليس بالبصر، فالادوات المعرفية التي يعتمدها هذا المنهج هي (البصيرة و المجاهدة وتزكية النفس – والحركة والصراع الباطني) وكلها غير قابلة للأثبات ولا تحدها حدود او تقيدها قيود من علم او فقه او كفائه او غيرها، انه منهج مشرع الابواب لكل من يريد، وبهذا اصبح فرصة للمندسين والاعداء للنفوذ الى الامة من خلاله.
    فضلاً عن ان (القضايا الروحانية) والمناهج (غير العقلية) والتصوف منها ، تناسب طريقة تفكير العامة من الناس ، التي تحاول ان تفسر الدين وتفهمه بصورة عاطفية مشاعرية مغالية .
    انه منهج بسيط لايستلزم التوفر على معارف خاصة او مقدمات معقدة ، فهو يحتاج الى جهد ذهني وجسدي (غير نوعي) ، وكذلك فهو يناغم الاوتار الحساسة في النفس البشرية وما يستهوي البسطاء من الناس وذوي الثقافة المحدودة .
    فما لم يكن الانسان محصناً بالثقافة الشرعية والعقائدية المناسبة ، وما لم يكن ممن يعتمد الدليل العقلي في فهمه للدين ، فأنه سيكون لقمة سائغة لهذه الدعوات .

    [8] الاتحاد والحلول:-معناه ان الله يحل في بعض مخلوقاته ويتحد معها ، كاعتقاد النصارى حلوله في المسيح عيسى بن مريم، وقد ابتدع هذا القول في عالم المسلمين (الحـــــــلاج) ، وادعى ان الله قد حل به ، وهو احد اشهر زعماء المتصوفة، فالتصوف في جوهره ودلالته الاولى والدقيقة لا يعني الا الاتحاد مع الخالق عند صوفية الاديان السماوية ، ومع (النفس الكلية – الكونية ) في غيرها فالتصوف في دلالته التاريخية الدقيقة لا يخرج عن كونه (سلوك طريق الاتحاد مع المطلق ) فهو فن الاتحاد مع الواحد.

    [9] وحدة الوجود:-وحدة الوجود انحراف قديم ظهر في العالم ، فقد امن بها الهندوس والصينيين والإغريق وهي (اعتقاد ان الله هو الوجود المطلق الذي يظهر بصور الكائنات والادعاء بان الله تعالى والعالم شيء واحد ، فليس هناك – بزعمهم – خالق ومخلوق ، بل العالم –عندهم – هو مخلوق باعتبار ظاهره ، وهو خالق باعتبار باطنه ، والظاهر والباطن في الحقيقة شيء واحد ، هو الله تعالى.
    وقد نشأت وحدة الوجود في الأمة الإسلامية مقترنة بنشأة التصوف ، وأقوال ائمة التصوف المتقدمون كلها تدور حول وحدة الوجود ، فهي عندهم اهم العقائد وغاية الغايات ومنتهى الطلبات ، وقد تبلورت هذه الفكرة على يد (محيي الدين بن عربي).
    والطرق الصوفية وان اختلفت في بعض الشعارات والطقوس الظاهرة، ولكنها متفقة في الغاية والنهاية،وهي (ايصال المريد الى وحدة الوجود).
    فمن سار في طريق التصوف الى نهايته وتعمق في اسرار العقيدة الصوفية ، ووصل الى مرتبة الكمال عندهم ، فهو من اهل وحدة الوجود.
    وقد وضع ائمة التصوف طريقة ليوصلو بها اتباعهم الى الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي في مجملها (تعذيب النفس والبدن بالرياضات المختلفة كالجوع والسهر والانعزال عن العالم، والصمت الطويل وترديد الاذكار الصوفية الاف المرات)، ويكون ذلك كلة باشراف (شيخ صوفي)، ويتدرج بالمريد المسكين عبر مقامات ، بعضها اعلى عندهم من بعض حتى يصل الى (مرتبة اليقين) (وحدة الوجود).
    ان المرتكز الجوهري لعقائد الصوفية هو القول (بوحدة الوجود) والتي هي غاية التصوف والعقيدة الاساس عند الصوفية ، هذه العقيدة مناقضة للاسلام ، هادمة لاصول الايمان ، وهي كفر وشرك بالله تعالى ، ولها آثار خطيرة على دين من آمن بها لانها تتضمن جحود الالوهية والربوبيه.

    اما الفيض الالهي فهو شكل من اشكال القول (بوحدة الوجود) فالاله هو النفس الكلية التي فاضت على الموجودات الحية عن طريق ما يسمى بـ(العقول العشرة)، فتكونت عنها نفوس الكواكب والبشر وسائر المخلوقات وهي نظرية تمت اسلمتها عن اصولها الاغريقية.
    أ‌- تسقيط المرجعيات الدينية ، والمناداة ببطلان تقليدهم ، فهم يسعون الى هدم ثقة الناس بعلماء الدين ثم عزلهم ثم تصفيتهم ان تطلب الأمر.
    ب‌- ثم الدعوة لإسقاط التكاليف الشرعية (صلاة - صوم - حج- زكاة ) ، و اعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة ، و استبدالها بتطهير الباطن و تنقية القلب مما علق به من حب الدنيا.
    ت‌- وأخيرا ضرورة الإكثار من الفساد للتعجيل بظهور الأمام المهدي(ع).
    3- ممارسة السحر و الشعوذة و الادعاء بأنها كرامات، ليخدعوا بها السذج والبسطاء.
    4- تكفير المجتمع/ان المفارقة الغريبة و الخطيرة فـي فكر هذه الجماعات انها تكفر المجتمع بكل شرائحه وطبقاته ، بما فيه علماء الدين و المراجع ونزولا الى البسطاء والاميين، و الغريب ان التكفيريين من الجانب الاخر انما يكفرون الطائفة التي لا ينتمون اليها ، اما هؤلاء فأنهم يكفرون طائفتهم وأهلهم و اخوانهم ، وهو مايكشف حقيقة الدور الذي تقوم به (القاعدة) في تسيير وتوجيه هذه الحركات.

    5- معاداة الديمقراطية و نظام الانتخابات.
    6- معاداة العملية السياسية.
    7- رفض الدستور.
    8- لأغلبهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية و بعض القوى السياسية المعادية للحكومة، من داخل و خارج الحكومة.
    9- إيمانهم بمبدأ العنف المسلح، ولدى اغلبهم ميلشيات مسلحة.
    10- تجويزهم استهداف الشرطة والجيش.
    11- تنظيماتهم عنقودية و على مستوى عالي من الدقة.
    12- يؤكدون على قضية (الطاعة المطلقة) و يدربون عناصرهم عليها و بصورة غير طبيعية و بوسائل غريبة و قاسية، حتى يتحول المنتمي لهم إلى ( بيدق شطرنج) فاقد لأي وعي أو إرادة أو رأي، وهو ما يفسر لنا الولاء الأعمى لأعضاء هذه الحركات (أنها عملية غسل دماغ تمارسها جهة محترفة).
    13- كشفت التحقيقات مع تنظيم (جند السماء) ان هناك علاقة ستراتيجية مع حركة (احمد الحسن اليماني) وقد
    اعترفوا بانه في حالة الاستيلاء على النجف من قبلهم فان هناك ( مجموعة الألف) سوف تلتحق بهم ، وهي مجموعة اليماني ، وكذلك فان حركة (قاضي السماء) كانت تقوم بتمويل حركة (احمد الحسن اليماني) ، على خلفية العلاقات المتينة التي كانت تربط بين زعيمي الحركتين .

    اسباب الظهور و الانتشار:
    ان أهم أسباب ظهور وانتشار هذه الحركات هو :-
    1- الفراغ الفكري و العقائدي
    2- تسيد الجهل الثقافي
    3- الظروف القلقة و المأساوية ، و اختلال الأمن ونقص الخدمات والذي ولد الحاجة اللاشعورية لوجود المنقذ.
    4- تدخل المخابرات الاجنبية ، وشراء الذمم و الضمائر و استغلال الحاجة المادية للناس .
    5- وجود طلاب الجاه والمنصب و المال ، الذين لايتورعون عن تنفيذ مخططات الأعداء مقابل المصالح الشخصية.
    6- الإحباط العام الذي أصاب الامة بسبب كثرة الجهات السياسية و الدينية و صراعاتها على مناطق النفوذ ومصادر المال ومواقع القرار.
    7- عدم وجود الفهم الصحيح ( لعقيدة المهدي ) وحدودها مما سمح للادعياء باستغلالها لخداع الامة وتمرير المخططات الخارجية الخبيثة بحقها من خلال هذه العقيدة السامية .
    8- انشغال النخب السياسية و الدينية و الأمنية في القضايا الكبرى (وضع اسس الدولة الجديدة) ، ومواجهة التحديات الكبرى (البعث - الوهابية - الارهاب - التامر الاقليمي - توفير الخدمات) ... وغيرها ، عن التفرغ لمواجهة هذه الحركات الهدامة .
    9- انحسار وضمور وابتعاد وعدم تفعيل (الفكر الواعي) في الامة بسبب انشغال ممثليه في الساحة بالمعركة الأمنية والسياسية .
    10-عدم وجود القوانين ( الرادعة ) ، التي تضع العقوبات المناسبة لهكذا حالات وظواهر مدمرة.
    11-الضعف الإعلامي الرسمي وغير الرسمي في مواجهة هذا الطاعون الخطير.
    12- وأخيرا وليس أخرا فأن تنامي وتأجج حالة الاستشعار والوعي ( بالخطر الخارجي ) لدى الامة بكل شرائحها (مرجعيات دينية وثقافية وسياسية وأمنية) قد اوجد حالة من ( التراخي و الغفلة و الاهمال وتدني الوعي) ازاء الخطر الداخلي الذي تمثله هذه الحركات ، و التي هي في الواقع ( الطابور الخامس وحصان طروادة والخلايا النائمة للعدو الخارجي المتربص).





    تعليق


    • #3
      تتمة الموضوع

      اضواء على الحركات السلوكية المعاصرة
      في بداية التسعينات ومع ظهور نجم السيد محمد الصدر،(سقراط الفكر المهدوي المعاصر)، (رض ) وفتحة لابواب الدراسة الحوزوية على مصراعيها، وقيامه شخصياً بالتدريس ، كان رحمه الله يلقي على بعض تلامذته دروس في (العرفان والسلوك)او (علم الباطن والحقيقة) الذي يقابل (علم الظاهر و الشريعة) ، وذلك حسب تصنيفات المتصوفة[6] وأهل العرفان ،ويبدو ان الخلاف والجدال والصراع الدائر بينهما منذ قرون ، بين مرجح للباطن على الظاهر او بالعكس وبين جامع بين الاثنين قد عاد ليطل برأسه من جديد ، ولكن هذه المرة وهو يحمل معه نذر الموت ومشاعل الفتنة ودعاوى التكفير، وبالعود الى موضوعنا يبدو ان بعض تلامذة السيد الصدر (رض) قد خرجوا عن سياق البحث الذي يلقيه ، وخالفوا المنهج العرفاني الشرعي المعتدل الذي كان يبثه بينهم والذي يجمع بين آداب السلوك و آداب الفقه ، فانفتحوا على علوم وأبحاث هذا العلم وهي كثيرة وغاصوا في بحاره وهي عميقة ، ولم يأخذوا للأمر اهبته ولم يستعدوا له كما ينبغي ، فخاضوا فيه من غير حصانه وهم في بداية الطريق فغرقوا واغرقوا معهم خلقاً كثيراً، هذا فيما لو أحسنا الظن ، ولكن هناك أرقام وأدلة تؤكد ارتباطهم بمخابرات النظام السابق.
      وقد عرفوا في حياة السيد الشهيد (بالمنتظرون) أو(حركة جند المولى) ، والمولى هو السيد الصدر(رض) إذ كانوا يعتقدون أن الإمام المهدي قد تجلى وظهر به ، وكان على رأسهم اثنين من طلبته رحمه الله ، هم (منتظر الخفاجي) و(فرقد معز الدين القزويني) ، فهؤلاء هم طليعة السلوكية في النجف ، ثم تبعهم خط ثانٍ من السلوكيين من طلبة السيد الصدر، انتشروا في كل محافظات العراق الوسطى و الجنوبية، كان أشهرهم (حيدر مشتت-القحطاني)و(احمد اسماعيل كاطع- اليماني) و( فاضل عبد الحسين – الرباني )، وقد فسقهم رحمة الله وفسق من يتعاون معهم.
      ثم دارت عجلة هذا الفكر المنحرف لتجرف في طريقها الآلاف من البسطاء والجهلة وأنصاف المتعلمين والموتورين ، وطلاب الجاه والمال ، ثم لتتحول فيما بعد الى مجاميع تكفيرية لاتؤمن بأي شيء ، حيث تم
      احتوائها من قبل المخابرات الأجنبية والجهات الطائفية والوهابية التي تريد شراً بالعراق وأهله ، فانهالت عليهم الأموال ، وتم اختراقهم بعناصر مخابراتية محترفة وخطيرة ، بدأت تسّير هذه الحركات من خلف ستار ، وتتحكم بقراراتها وتملي عليها عقائدها ، وترسم لها خط سيرها .
      وكانت اخطر حلقة من حلقات هذه المؤامرة هي (واقعة الزركة) وما يسمى (بجيش الرعب) و (جند السماء) والذي كان يتهيأ لاحتلال النجف وقتل جميع المراجع وعلماء الدين وكل من يقف في طريقه ، على أمل ان تهب باقي المجاميع السلوكية للنصرة ، فيختل حبل الأمن ويسود الهرج والمرج وهنا ستتدخل قوى خارجية ، وقوى داخلية غير منظورة لقلب الأوضاع وبما يؤدي الى إسقاط الحكومة وانتشار الفوضى الشاملة في البلاد ولكن الله والغيارى والمخلصين كانوا لهم بالمرصاد.
      هذا ما كان من أمر السلوكيين في النجف والعراق ، أما في خارج العراق فهناك مجاميع مختلفة من السلوكيين في إيران والباكستان ولبنان ، لا يسعنا حصرها واستعراضها لكثرتها من ناحية ولضعفها وعدم أهميتها وعدم تأثيرها من ناحية اخرى، عدا الدور الذي قام ويقوم به المدعو (ابو هدى الغزي) ، حيث ساهم في نفخ الروح في هذا الفكر والسلوك المنحرف وتأجيجه داخل العراق ، وخاصة بعد سقوط النظام .
      فمن هو (ابو هدى الغزي) ومن هم أساتذته وتلامذته ؟ ان القصة باختصار شديد ومضغوط كالتالي :
      في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وبعد الحملة التي قادها النظام البائد لاستئصال الإسلاميين ، هاجر الكثير منهم الى خارج العراق، وكان من ضمن هؤلاء المهاجرين شيخ حديث العهد بالانضمام إلى حزب الدعوة الاسلامية اسمه (محمد علي اليعقوبي).
      هاجر الشيخ محمد علي اليعقوبي الى الكويت ثم الى إيران حيث اختص بالسيد (عبد الكريم الكشميري) العرفاني المعروف، واخذ عنه بعض أسرار العرفان (كما يعبر العرفانيون) واصبح من حوارييه المقربين، ثم اصبح فيما بعد عنواناً للافكار السلوكية المهدوية في اوساط العراقيين في ايران ، واستطاع مد الكثير من العلاقات مع شخصيات مهمة ومؤثرة في ايران ، واخيرا اعتقل بتهمة نقل اموال من الخليج الى جهات مشبوهة في ايران ، وقضى سنة واحده في السجن ، وبعد ان خرج ذهب الى الهند والباكستان ، وانقطعت اخباره منذئذ.
      أما الشيخ (عبدالحليم الغزي - ابو هدى-) من ناحية الشطرة في الناصرية ، فهو داعية ، اعتقل عام 1979 بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة ، لكنه انهار في التحقيق واعترف اعترافاً تفصيلياً ، وبعد ان خرج في العفو، هرب الى الكويت ثم الى سوريا ثم الى ايران ، لكنه تعرف في الكويت بالشيخ محمد علي اليعقوبي واستمرت العلاقة بينهما بعد سفرهما الى ايران ، ثم انظم الى معسكر (الشهيد الصدر) للمجاهدين العراقيين من الدعاة ، ولكنه كان على عكس الجميع (متخاذل - متردد - جبان) ، ثم ترك المعسكر عائدا الى مدينة (قم) هاربا من الجهاد ، متفرغا للدراسة ، ومروجا لثقافة الانسحاب من سوح الجهاد ومثبطاً الناس عن الذهاب للجبهة ، ثم مالبث ان استقال من حزب الدعوة ، بعد ان بدأت افكاره، واطروحاته السلوكية تصطدم مع افكار الدعوة واجوائها.
      اما عن علاقته باليعقوبي فقد بقي ملازماً له متأثراً بأفكاره السلوكية ، ثم انفصل عنه ليستقل بذاته، وقد اخذ يجمع الناس من حوله باطروحاته العرفانية والسلوكية والتي تتميز بالمبالغة في الممارسات الشعائرية، فتحلق حوله العشرات من الشباب العاطلين عن العمل ، والذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على ما يدفعه لهم من أموال (مجهولة المصدر) ، وهو ما يؤشر حجم إمكانياته المادية التي تمكنه من الصرف على هكذا اعداد من الشباب العاطل.
      وفي أواخر الثمانينات جرت محاولة لاغتيال الشيخ الأصفي ، وبعد التحقيق مع الشخص المكلف بالاغتيال ادعى بان (الغزي) كان وراء المحاولة ، فاعتقل ، ثم اطلق سراحة بعد فترة قصيرة حيث هاجر الى الغرب متنقلاً بين كندا وهولندا وبلجيكا ، استراليا وأخيرا الباكستان .
      بعض افكاره وسلوكياته
      1- يدعى ان الارض تطوى له ، وانه يسمع رفيف الملائكة
      2- يثقف اتباعه على ان ينادونه بـ ( ابن الامام).
      3- انتهى في افكاره الى اسقاط التكاليف واكثار الفساد للتعجيل بالظهور.
      4- وأخيرا كان يدعو الى تبادل الزوجات.
      في الفترة التي قضاها (الغزي) في ايران تعرف (بالسيد محمد) ، وهذا الشخص اصبح فيما بعد من المروجين لأفكاره ، رافق الغزي بعد خروجه من ايران ، في حركته وأسفاره ، وأصبح من المعتمدين لديه ، دخل عدة مرات الى العراق بصورة غير رسمية، وأخيرا القي القبض عليه في عام 1997، وحكم في أبو غريب بتهمه (دخول البلاد بصورة غير رسمية) فقضى حوالي خمسة أعوام في السجن (الخاصة) ليخرج عام 2002م.
      وفي (الخاصة) التقى بضياء الكرعاوي (قاضي السماء) ، وشكلوا معا (تنظيم سلوكي) ، واستطاعوا جذب العديد من السجناء الى صفوفهم ، حيث كانوا يقضون أوقاتهم (بالذكر والأوراد) ، وكذلك فقد شوهد بعضهم وهم يمارسون ممارسات لا أخلاقية داخل السجن ، ظن السجناء وقتها انها تصرفات لها علاقة بالسلوك والخلق الشخصي ، ولم يعرفوا حينها بأنها مستلزمات العقيدة الجديدة ، وفيما بعد كان أكثر افراد هذا التنظيم من المشاركين في معركة الزركة .
      ومن ناحية اخرى ، فان وجود(الشيخ الغزي) في اوربا وأمريكا وأخيرا في استراليا ، قد جعله مطلق اليد في الدعوة لأفكاره بين الشباب المؤمن في هذه البلدان، ومن ضمن الاشخاص الذين تأثروا به، شخص يدعى (صفاء جاسم عيدان) ، وهذا الشخص يعيش في استراليا مهاجراً منذ اكثر من عشر سنوات وبعد سقوط النظام ، كثرت زياراته للعراق – وكذلك اتصالاته بـ (احمد الحسن اليماني) وليتحول بعد ذلك الى الممثل الرئيسي لليماني في استراليا ومنطقة الخليج العربي .
      حيث يروج لأفكار (اليمـاني) في أوساط شيعة الخليج بعلم وتسهيل الشخصيات الحكومية في السعودية والإمارات ، وخصوصاً (أمير الرياض).
      وهو في دعوته ، لا يلمح ابدأ لاي علاقة مع استاذه (ابو هدى الغزي) ، فالدعوة مقتصرة على (اليماني) فقط.
      الغريب والملفت للنظر ان المدعو (ابو هدى الغزي) بعيداً جداً وبصورة شبه كاملة عن الأضواء ، بل ان هناك شبه تعتيم على اخباره وأماكن تحركه ووجوده ونشاطاته ، من قبل اهله وأقربائه وأصدقائه – مما لا يمكن ان يكون مصادفة ، فيما يكتفي بتحريك الاحداث من خلف الستار، وان ما ترشح من معلومات حول علاقاته بكل من (ضياء الكرعاوي واحمد الحسن اليماني) ، ولسبقه في هذا المضمار، فان أصابع الاتهام تتوجه إليه باعتباره (العقل المدبر) من وراء هذه الحركات المشبوهه في ارتباطاتها الخارجية وانحرافاتها الفكرية.
      وبعيداً عن نظرية المؤامرة ، فان الدلائل والمؤشرات تدل وبما لا يقبل الشك ، ان خيوط الحركات والمجاميع السلوكية ، و بمختلف اتجاهاتها ومشاربها انما تصدر عن عقل مخابراتي صدامي زرع هذه الخلايا السرطانية في الجسد الشيعي كما زرع من قبل خلايا الوهابية والقاعدة في الجسد السني، ليوقضها في الوقت المناسب، وهو ما بدت معالمه تتضح وتبين.
      والخلاصة / فأن هناك الكثيرمن الشكوك حول دور المدعو (أبو هدى الغزي) في قيادة وتوجيه هذه الجماعات ، وخاصة علاقته بجماعة (جند السماء ) التي اثبتت التحقيقات ارتباطها بالبعث والقاعدة والسعودية ، وكذلك علاقاته الخفية مع (احمد بن الحسن اليماني) زعيم جماعة (انصار المهدي).

      المبحث الاول
      الفرق المهدوية المعاصرة
      وفيما يلي خلاصة مفيدة بأهم الحركات السلوكية الموجودة في الساحة العراقية هذه الأيام ، عقائدها ، خطابها السياسي وأماكن انتشارها.
      1- حركة (حيدر مشتت) أبو عبد الله الحسين القحطاني / يدعي انه هو اليماني وقد قتل على يد جماعة احمد الحسن اليماني ، انخرط اغلب اتباعه مع جند السماء ، وقتل الكثير منهم معهم / العمارة وبغداد.
      2- حركة أنصار المهدي/ (احمد اسماعيل كاطع السويلم) احمد الحسن اليماني/ يدعي انه هو اليماني وانه ابن ووصي الإمام المهدي/البصرة.
      3- حركة جند السماء / ضياء عبدالزهرة الكرعاوي (قاضي السماء) / يدعي انه هو المهدي وانه ولد من بيضة مخصبة للزهراء من الإمام علي، قتل في معركة (الزركة) / الحلة.
      4- حركة الموطئون / (فاضل عبدالحسين المرسومي) الأمام الرباني / يدعي انه هو المهدي الموعود ، وان الله قد تجلى وظهر به ، يدعو الى وحدة الاديان / ديالى .
      5- حركة الممهدون / قيادة مجهولة / يدعون إن المهدي قد ظهر منذ ستة أشهر ، وان اليماني هو الوسيط بينهم وبين الإمام/ محافظات الفرات الاوسط ، وبغداد
      6- حركة المختار ( الشريف حبيب الله – ابو علي المختار ) ، ودعوة هذه الحركة مزيج من الافكار الصوفية والتبشيرية المسيحية ، نشطت في بغداد في الاونة الاخيرة ، زعيمها من اهالي الطالبية ، والده شيوعي سابق كان يعمل في السحر وقراءة الفأل .
      7- حركة أصحاب القضية ، وهم جماعتين.
      أ- الأولى (حركة روح الله) وتعتبر أن السيد الخميني هو المهدي ، وإنه لم يمت بل غاب وسيظهر/العمارة.
      ب- الثانية (حركة النبأ العظيم) و تعتبر أن السيد مقتدى الصدر هو المهدي (ع) / العمارة.
      كما وان التسمية (أصحاب القضية) تطلقها على نفسها كل من حركة الممهدون وحركة اليماني وحركة القحطاني وهو ما يؤشر منطلقاتهم الفكرية المشتركة.
      8- حركة محمود الصرخي ( الحوزة الصادقة ) وهي حركة ( مهدوية – مرجعية ) وتعتبر معتدلة فكريا (غير سلوكية ) و لكنها تحمل بذور الفكر المنحرف ، حيث يدعي زعيمها انه يلتقي بالإمام المهدي ، (سألت الناحية المقدسة ) وانه الأعلم و يبطل تقليد باقي المراجع / الديوانية ، كربلاء





      تمويلهم:
      أن أصابع الاتهام في تمويل هذه الحركات أنما تشير إلى (حزب البعث ، الحركة الوهابية ، دعم خارجي/ خليجي).

      مشتركاتهم العقيدية:
      في البدء لابد من معرفة أن اغلب هذه الحركات إنما تنهج نهجا صوفيا في أدبياتها و افكارها و سلوكياتها، حيث توظف المفاهيم الصوفية توظيفاً سياسياً [7] أما أهم عقائدهم فهي :
      1- عقيدة الاتحاد والحلول[8]: حيث يعتقدون بان الله قد حل في بدن الامام المهدي واتحد به ، وهي كما اسلفنا من عقائد النصارى والمتصوفة .




      2- عقيدة وحدة الوجود[9]:وان الله تعالى يتجلى للناس من خلال بعض عباده الصالحين ، وهي من عقائد فرق الغلاة المنقرضة ، وكان اخر من ادعاها (البهائية).
      3- الايمان بنظرية (الظاهر والباطن) اي تطهير الباطن واهمـال الظاهر ، والذي ينتهي الى (اسقاط التكاليف ) و ( إكثار الفساد) تمهيداً لظهور الإمام المهدي


      مصادرهم في الاستدلال على عقائدهم:
      أ‌- التفسير الباطني للقران.
      ب‌- الأحلام و الإلهامات والمكاشفات.
      ت‌- انتقاء الروايات المتشابهة التي تخص قضية الأمام المهدي(ع) وتفسيرها بصورة موجهة
      وتوظيفها للاستدلال على مدعياتهم.
      ث‌- ادعاء اللقاء بالإمام المهدي (ع) من قبل زعمائهم و سؤاله و التعلم منه والأخذ عنه.








      قراءة في بعض افكارهم ومشتركاتهم السياسية و الاجتماعية :
      1- أن الأمام المهدي (ع) ظهر او على وشك الظهور، وان كان بعضهم (ابنه) والأخر (وصيه) والثـالث (نسيبه) والرابع (المهدي نفسه).
      2- يتدرجون مع إتباعهم في تلقين الأفكار المنحرفة وكالتالي:-
      أ‌- يبدؤون بالدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن ظهور المعصوم ، (إغلاق عقل المتلقي).
      تسقيط المرجعيات الدينية ، والمناداة ببطلان تقليدهم ، فهم يسعون الى هدم ثقة الناس بعلماء الدين

      [1] الأغاخانية:- فرقة مغالية انشقت عن الشيعة الاسماعلية (البهرة) الذين يقولون بامامة اسماعيل بن الامام الصادق ، بدل الامام الكاظم ، وقد اختصت الاغاخانية بطقوس وممارسات وعقائد اخرجتها من دائره الاسلام ووضعتها في خانة الفرق المغالية ، خاصة بعد ان اسقطت التكاليف الشرعية المتعارفة عند المسلمين وهم موجودون الان في الباكستان وافغانستان وسوريا.
      أهم عقائدهم
      1- ان الذات الالهية قد حلت في الامام علي (ع)، وكذلك فانها تحل في بعض ائمتهم المتوفين وحتى الاحياء – (عقيدة الاتحاد والحلول).
      2- يؤمنون بعقيدة التناسخ الهندوسية.
      3- يؤمنون بعقيدة وحدة الوجود .
      4- يؤمنون بان الدين ظاهر وباطن وان الشريعة الظاهره ما هي الا مجموعة قوانين ونظريات وضعها الفقهاء بعد النبي بقرون ، وانها جاءت لزمانها ، وقد حدث تطور كبير يحتاج فيه الناس الى شريعة جديدة، ولذلك فهم يؤمنون بفكرة (نسخ الشريعة) وبديلهم هو التأويل الباطني للقرآن وللشريعة، ومثال على ذلك.
      - ان القيامة هي قيامة الارواح والنفوس بدون الاجساد (نظرية البعث الروحاني) والذي قالت به ايضا الفرقة الشيخية فيما بعد
      - ان الصلاة موالاه الائمة، والصلاة عندهم مجموعة من السجدات .
      - وان الزكاة / اخراج العلم الباطني لمن يستحق.
      - وان الحج / زيارة الامام وادمان خدمته، وكعبتهم حيث يوجد زعيمهم.
      - وهم لا يقيمون الصلاة مع المسلمين، واماكن عبادتهم تسمى (بيت الجماعة) ، ولا يحجون الى الكعبة.
      - والصوم / هو الستر والكتمان : اي ستر الاسرار وعدم كشفها.
      وباختصار فان نسخ الشريعة معناه (اسقاط التكاليف).

      [2] الشيخية :- فرقة مغالية اسسها الشيخ (احمد الاحسائي) ، يعتقدون بان الخلق والرزق والاحياء والاماته امور فوضها الله الى الائمة (ع) ، والتفويض نوع من انواع الغلو – وكذلك فانهم يعتقدون بـ( الركن الرابع) فيقولون ( لا بد في كل زمان من شخص ظاهر، غير امام الزمان الغائب يكون عالما بكل شيء وله الوساطة بين الناس والامام ، ويجب على الجميع الدعوة له ، وليس لغيره من اهل العلم ان يتصدى للأمور العامة الاباذنه وسموه بـ الناطق ، والنائب الخاص – والقطب ، والركن الرابع والباب)، وان البعث يوم القيامة (بعث روحاني ) وليس جسماني ، وان المعراج كان بروح النبي وليس بجسده.

      [3] البابية :- فرقة مغالية انشقت من الشيخية ، لديها كتاب مقدس اسمه ( البيان) يؤمنون بضرورة الاهتمام بالجانب الباطني (جانب القلب ) وتطهيره من حب الدنيا،وكذلك اهمال الجانب الظاهري ، واسقاط التكاليف الشرعية ، يدعى زعيمهم (علي محمد الشيرازي ) انه هو الباب الموصل للامام المهدي(ع)، فكان اول من استعمل هذا المصطلح في العصر الحديث فسموا بالبابية.

      [4] البهائية :- وهي امتداد للبابية ، زعيمهم ( الميرزاحسين علي النوري) – البهاء (المهدي الموعود)، وكتابهم المقدس هو (الاقدس) ، يؤمنون اضافة لما سبق من عقائد البابية في الاهتمام بعلم الباطن واسقاط التكاليف ، باجازة الزواج بالمحارم وكذلك يدعون بان الله تعالى قد تجلى لعباده من خلال اشخاص هم( براهما – بوذا – موسى – عيسى – محمد) واخيراً – البهاء ، فهو مظهر من مظاهر التجلي الالهي وكذلك اعتبروا قبره في يافا كعبة ومقصداً لحجاجهم.وقد اصبحت البهائية فيما بعد ذراع من اذرع الحركة الماسونية الصهيونية ، ورفعت شعار الماسونية ( وحدة الاديان) وقد افتى العلماء في ايران بكفر اتباع هاتين الفرقتين فرد زعمائها بتكفير جميع علماء الدين ، بل جميع الشيعة.

      [5] السلوكية :- وهو مصطلح مشتق من كلمة (السالك) اي الشخص المنتمي للفرق الصوفية و(السائر) في طريق الحقيقة والعرفان للوصول الى (اليقين) ، ، فالسلوك هو الطريق الى الله والذي يختاره العارفون والمتصوفة بالعبادة والزهد في الدنيا ، لاجل التقرب الى الله تعالى .
      وقد تسمى بهذا الاسم اصحاب الحركات (الصوفية – السياسية – التكفيرية) الموجوده اليوم في الساحة العراقية.




      [6] الصوفية ليست مذهبا او دينا بل هي منهج و طريق يسلكه العبد للوصول الى الله تعالى كما يعرفها اصحابها اما معارضيها فيعتبرونها ممارسات عبادية لم تذكر في القرآن او السنة ، ولايوجد اي سند في اثباتها."راجع الملحق ـ2ـ"

      [7] ) التوظيف السياسي للتصوف:-ان القضية في العمق هي مؤامر تكفيرية بعثية لتمزيق الساحة الشيعية عبر تسويق المنهج الصوفي وتحت عباءته، ونشره بين الناس كبديل عن المنهج التشريعي الفقهي وبالتالي لاستبدال المراجع والفقهاء المجتهدين بدعاة التصوف والعرفان، ولكن ليس بصيغته الشرعية المعتدلة والمتسالمة مع الفقه والفقهاء والمتكاملة مع الشريعة، انما بصيغة تكفيرية مغالية رافضه لكل ما يتعلق بالفقه والشريعة وحدود الحلال والحرام.
      لان الشريعة وفقهها وفقهائها أصبحوا عقبة كأداء في وجه هؤلاء الادعياء في سعيهم لخداع واستغفال الامة وتنفيذ مخططات العدو المتربص بها.
      لقد وجد دهاقنة الشر وشيوخ الطائفية وضباط المخابرات الاجنبية، ان خير وسيلة لاختراق الجسد الشيعي والعقل الشيعي والهيمنة عليه هي عن طريق هذا المنهج الذي سبقهم النظام البائد في محاولة توظيفه لتمزيق الساحة الشيعية انذاك عندما زرع عناصره في حاشية السيد محمد الصدر(رض)، والذين لعنهم رحمه الله بعد ان كشف انحرافاتهم وشك بتوجهاتهم.
      لقد تم تطوير هذه النسخه المحسنة من المنهج (العرفاني) لتلبي محتيجات المرحلة في احداث خرق (عقائدي- اجتماعي- سياسي - امني) للواقع الشيعي.
      ولكن لماذا وقع الاختيار على (المنهج العرفاني) ليوظف في هذه المهمة المشبوهه، والجواب هو ان منهج العرفان لا يعتمد في استدلالاته على المبادى والاصول العقلية، لكي تحاكم الاشياء فيه على مدى اقترابها وابتعادها عن العقل، بل ان استدلالاته تعتمد على المكاشفات، وما يشاهد بالبصيرة وليس بالبصر، فالادوات المعرفية التي يعتمدها هذا المنهج هي (البصيرة و المجاهدة وتزكية النفس – والحركة والصراع الباطني) وكلها غير قابلة للأثبات ولا تحدها حدود او تقيدها قيود من علم او فقه او كفائه او غيرها، انه منهج مشرع الابواب لكل من يريد، وبهذا اصبح فرصة للمندسين والاعداء للنفوذ الى الامة من خلاله.
      فضلاً عن ان (القضايا الروحانية) والمناهج (غير العقلية) والتصوف منها ، تناسب طريقة تفكير العامة من الناس ، التي تحاول ان تفسر الدين وتفهمه بصورة عاطفية مشاعرية مغالية .
      انه منهج بسيط لايستلزم التوفر على معارف خاصة او مقدمات معقدة ، فهو يحتاج الى جهد ذهني وجسدي (غير نوعي) ، وكذلك فهو يناغم الاوتار الحساسة في النفس البشرية وما يستهوي البسطاء من الناس وذوي الثقافة المحدودة .
      فما لم يكن الانسان محصناً بالثقافة الشرعية والعقائدية المناسبة ، وما لم يكن ممن يعتمد الدليل العقلي في فهمه للدين ، فأنه سيكون لقمة سائغة لهذه الدعوات .

      [8] الاتحاد والحلول:-معناه ان الله يحل في بعض مخلوقاته ويتحد معها ، كاعتقاد النصارى حلوله في المسيح عيسى بن مريم، وقد ابتدع هذا القول في عالم المسلمين (الحـــــــلاج) ، وادعى ان الله قد حل به ، وهو احد اشهر زعماء المتصوفة، فالتصوف في جوهره ودلالته الاولى والدقيقة لا يعني الا الاتحاد مع الخالق عند صوفية الاديان السماوية ، ومع (النفس الكلية – الكونية ) في غيرها فالتصوف في دلالته التاريخية الدقيقة لا يخرج عن كونه (سلوك طريق الاتحاد مع المطلق ) فهو فن الاتحاد مع الواحد.

      [9] وحدة الوجود:-وحدة الوجود انحراف قديم ظهر في العالم ، فقد امن بها الهندوس والصينيين والإغريق وهي (اعتقاد ان الله هو الوجود المطلق الذي يظهر بصور الكائنات والادعاء بان الله تعالى والعالم شيء واحد ، فليس هناك – بزعمهم – خالق ومخلوق ، بل العالم –عندهم – هو مخلوق باعتبار ظاهره ، وهو خالق باعتبار باطنه ، والظاهر والباطن في الحقيقة شيء واحد ، هو الله تعالى.
      وقد نشأت وحدة الوجود في الأمة الإسلامية مقترنة بنشأة التصوف ، وأقوال ائمة التصوف المتقدمون كلها تدور حول وحدة الوجود ، فهي عندهم اهم العقائد وغاية الغايات ومنتهى الطلبات ، وقد تبلورت هذه الفكرة على يد (محيي الدين بن عربي).
      والطرق الصوفية وان اختلفت في بعض الشعارات والطقوس الظاهرة، ولكنها متفقة في الغاية والنهاية،وهي (ايصال المريد الى وحدة الوجود).
      فمن سار في طريق التصوف الى نهايته وتعمق في اسرار العقيدة الصوفية ، ووصل الى مرتبة الكمال عندهم ، فهو من اهل وحدة الوجود.
      وقد وضع ائمة التصوف طريقة ليوصلو بها اتباعهم الى الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي في مجملها (تعذيب النفس والبدن بالرياضات المختلفة كالجوع والسهر والانعزال عن العالم، والصمت الطويل وترديد الاذكار الصوفية الاف المرات)، ويكون ذلك كلة باشراف (شيخ صوفي)، ويتدرج بالمريد المسكين عبر مقامات ، بعضها اعلى عندهم من بعض حتى يصل الى (مرتبة اليقين) (وحدة الوجود).
      ان المرتكز الجوهري لعقائد الصوفية هو القول (بوحدة الوجود) والتي هي غاية التصوف والعقيدة الاساس عند الصوفية ، هذه العقيدة مناقضة للاسلام ، هادمة لاصول الايمان ، وهي كفر وشرك بالله تعالى ، ولها آثار خطيرة على دين من آمن بها لانها تتضمن جحود الالوهية والربوبيه.

      اما الفيض الالهي فهو شكل من اشكال القول (بوحدة الوجود) فالاله هو النفس الكلية التي فاضت على الموجودات الحية عن طريق ما يسمى بـ(العقول العشرة)، فتكونت عنها نفوس الكواكب والبشر وسائر المخلوقات وهي نظرية تمت اسلمتها عن اصولها الاغريقية.
      أ‌- تسقيط المرجعيات الدينية ، والمناداة ببطلان تقليدهم ، فهم يسعون الى هدم ثقة الناس بعلماء الدين ثم عزلهم ثم تصفيتهم ان تطلب الأمر.
      ب‌- ثم الدعوة لإسقاط التكاليف الشرعية (صلاة - صوم - حج- زكاة ) ، و اعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة ، و استبدالها بتطهير الباطن و تنقية القلب مما علق به من حب الدنيا.
      ت‌- وأخيرا ضرورة الإكثار من الفساد للتعجيل بظهور الأمام المهدي(ع).
      3- ممارسة السحر و الشعوذة و الادعاء بأنها كرامات، ليخدعوا بها السذج والبسطاء.
      4- تكفير المجتمع/ان المفارقة الغريبة و الخطيرة فـي فكر هذه الجماعات انها تكفر المجتمع بكل شرائحه وطبقاته ، بما فيه علماء الدين و المراجع ونزولا الى البسطاء والاميين، و الغريب ان التكفيريين من الجانب الاخر انما يكفرون الطائفة التي لا ينتمون اليها ، اما هؤلاء فأنهم يكفرون طائفتهم وأهلهم و اخوانهم ، وهو مايكشف حقيقة الدور الذي تقوم به (القاعدة) في تسيير وتوجيه هذه الحركات.

      5- معاداة الديمقراطية و نظام الانتخابات.
      6- معاداة العملية السياسية.
      7- رفض الدستور.
      8- لأغلبهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية و بعض القوى السياسية المعادية للحكومة، من داخل و خارج الحكومة.
      9- إيمانهم بمبدأ العنف المسلح، ولدى اغلبهم ميلشيات مسلحة.
      10- تجويزهم استهداف الشرطة والجيش.
      11- تنظيماتهم عنقودية و على مستوى عالي من الدقة.
      12- يؤكدون على قضية (الطاعة المطلقة) و يدربون عناصرهم عليها و بصورة غير طبيعية و بوسائل غريبة و قاسية، حتى يتحول المنتمي لهم إلى ( بيدق شطرنج) فاقد لأي وعي أو إرادة أو رأي، وهو ما يفسر لنا الولاء الأعمى لأعضاء هذه الحركات (أنها عملية غسل دماغ تمارسها جهة محترفة).
      13- كشفت التحقيقات مع تنظيم (جند السماء) ان هناك علاقة ستراتيجية مع حركة (احمد الحسن اليماني) وقد
      اعترفوا بانه في حالة الاستيلاء على النجف من قبلهم فان هناك ( مجموعة الألف) سوف تلتحق بهم ، وهي مجموعة اليماني ، وكذلك فان حركة (قاضي السماء) كانت تقوم بتمويل حركة (احمد الحسن اليماني) ، على خلفية العلاقات المتينة التي كانت تربط بين زعيمي الحركتين .

      اسباب الظهور و الانتشار:
      ان أهم أسباب ظهور وانتشار هذه الحركات هو :-
      1- الفراغ الفكري و العقائدي
      2- تسيد الجهل الثقافي
      3- الظروف القلقة و المأساوية ، و اختلال الأمن ونقص الخدمات والذي ولد الحاجة اللاشعورية لوجود المنقذ.
      4- تدخل المخابرات الاجنبية ، وشراء الذمم و الضمائر و استغلال الحاجة المادية للناس .
      5- وجود طلاب الجاه والمنصب و المال ، الذين لايتورعون عن تنفيذ مخططات الأعداء مقابل المصالح الشخصية.
      6- الإحباط العام الذي أصاب الامة بسبب كثرة الجهات السياسية و الدينية و صراعاتها على مناطق النفوذ ومصادر المال ومواقع القرار.
      7- عدم وجود الفهم الصحيح ( لعقيدة المهدي ) وحدودها مما سمح للادعياء باستغلالها لخداع الامة وتمرير المخططات الخارجية الخبيثة بحقها من خلال هذه العقيدة السامية .
      8- انشغال النخب السياسية و الدينية و الأمنية في القضايا الكبرى (وضع اسس الدولة الجديدة) ، ومواجهة التحديات الكبرى (البعث - الوهابية - الارهاب - التامر الاقليمي - توفير الخدمات) ... وغيرها ، عن التفرغ لمواجهة هذه الحركات الهدامة .
      9- انحسار وضمور وابتعاد وعدم تفعيل (الفكر الواعي) في الامة بسبب انشغال ممثليه في الساحة بالمعركة الأمنية والسياسية .
      10-عدم وجود القوانين ( الرادعة ) ، التي تضع العقوبات المناسبة لهكذا حالات وظواهر مدمرة.
      11-الضعف الإعلامي الرسمي وغير الرسمي في مواجهة هذا الطاعون الخطير.
      12- وأخيرا وليس أخرا فأن تنامي وتأجج حالة الاستشعار والوعي ( بالخطر الخارجي ) لدى الامة بكل شرائحها (مرجعيات دينية وثقافية وسياسية وأمنية) قد اوجد حالة من ( التراخي و الغفلة و الاهمال وتدني الوعي) ازاء الخطر الداخلي الذي تمثله هذه الحركات ، و التي هي في الواقع ( الطابور الخامس وحصان طروادة والخلايا النائمة للعدو الخارجي المتربص).





      تعليق


      • #4
        تتمة الموضوع

        أسباب الدعم الخارجي و الداخلي:
        هناك أسباب كثيرة تدفع بالاخرين ( داخليين وخارجيين) لدعم هذه الحركات وتقويتها .. ومن أهمها :-
        1- لقد وجدوا ان هذه الحركات هي السلاح المناسب ، لضرب التشيع من الداخل ، وافشال التجربة التي يقودها الشيعة في العراق ، بعد ان عجزوا عن إسقاطها من الخارج على أمل اضعاف سيطرة الأغلبية على مقاليد الأمور في البلاد.
        2- سعي الجهات الطائفية الحاقدة من خلال الإيحاء بان هذه الحركات هي المصداق العملي (للتشيع) الى اتهام الشيعة بالانحراف عن خط الاسلام وجعلهم في مواجهة مع العالم الإسلامي ، الذي ستصدمه عقائد الاتحاد و الحلول و إسقاط التكاليف و إكثار الفساد ، وكذلك تشويه صورة ( التشيع) في العالم وامام المسلمين ، وقد بانت حقيقة هذا الدعم في الجانب الاعلامي ، وذلك عندما قضت الدولة على احدى هذه المجاميع المنحرفة في معركة (الزركة) حيث قامت القنوات ( الزوراء - الرافدين - الشرقية) بتغطية الاحداث بصورة منحازة 100% لصالح ( قاضي السماء ) و المغرر بهم من اتباعه ، وبما يؤكد تخندقهم مع هذه الجهة واستعدادهم جميعا لساعة الصفر ، و التي كانت عليهم ولم تكن لهم .
        3- السعي لتمزيق النسيج الاجتماعي و السياسي و الفكري في الوسط والجنوب ، و اثارة الفتنة والاقتتال الداخلي الذي سيأتي على الوحدة الداخلية ، (مصدر قوة الامة ) ، وكذلك على كل بناها المادية و الحضارية
        و العمرانية و الخدمية ، ويؤسس لصراع طويل الأجل يتركها عاجزة عن الوقوف على قدميها لعشـرات السنين ، ويحرمها من الحصول على حقوقها و تامين مصالحها ، ويجعلها امة واهنة ، مشلولة أمام الاخرين.
        4- وخارج حدود المنطقة وتداعيات الصراع فيها ، وبعيداً عن اسقاطات الوضع العراقي ، فأن هناك مخطط عالمي في الترويج للاسلام الصوفي ، مقابل الأنواع الأخرى من الاسلام (الأصولي او السياسي ) بل مقابل حتى الاسلام المعتدل غير الصوفي ، باعتبار ان الاسلام الصوفي يختزن القابلية للاندماج والذوبان في المجتمعات كافة وليس التعايش فقط ، بسبب الاصول المشتركة مع باقي الديانات ، مع قدرته على التنازل عن اي ميزة للهوية الإسلامية سواء كان في مجال السلوكيات الاجتماعية أو الفكر والعقيدة أو الرؤى والقيم العامة .
        والحركات السلوكية امتداد طبيعي للنهج الصوفي الذي يراد له ان يعمم في العالم الاسلامي.









        خطرهم على الأمن الوطني
        يضن البعض بأن خطر هذه الحركات مبالغ فيه، وانه لا يستحق ان يعطى اكثر من حجمه الحقيقي ، وهو ضن لا يمكن تفسيره إلا بأحد أمرين او بهما معاً ، الأول انه دليل عدم الاطلاع والإحاطة بالحجم الحقيقي ومدى الانتشار الواسع لهذه الحركات جغرافيا ، و الثاني انه ]دليل عدم الوعي بحقيقة الأفكار والعقائد المنحرفة و الرؤى السياسية المتطرفة التي تؤمن بها هذه الحركات .
        ان خطر هذه الحركات إنما يكمن :-
        1. في المنهج/
        يمكن القول أن كل تيار يستبطن التطرف في حركته السياسية و الاجتماعية و الفكرية، ويتخذ من القوة وسيلة لتحقيق أهدافه فانه يحمل درجة خطورة بنسبة معينة لان ادعاء امتلاك الحقيقة الكاملة, و جعل الباطل هو نصيب الأخر، أنما هو ادعاء وجود مع نفي وجود الأخر، كذلك فأن التثقيف باتجاه استعمال القوة لتحقيق الأهداف أنما هو بمثابة الإخضاع ألقسري للطرف الآخر ، والخلاصة ( فإنها رؤية تريد فرض نفسها بالقوة على الآخرين) وهكذا حركات تهدد الأمن الوطني والسلم الاجتماعي وتوفر الأرضية المناسبة للتدخل والتغلغل الأجنبي ، أن لم يكن اليوم فغداً قطعاً.
        أن الخطر الذي تمثله هذه الحركات على الأمن الوطني وأن بدا ضعيفاً ألا انه ينمو مع الأيام و ينتظر الفرصة المناسبة.
        2. في السلوك/
        أ‌- السماح بالتغلغل الأجنبي المعادي.
        ب‌- تمزيق وحدة المجتمع و زرع العداوات والأحقاد.
        ت‌- استغفال المئات من أبناء الأمة البسطاء و الزج بهم في أتون حرب ضد أنفسهم وإخوانهم و وأوطانهم.
        ث‌- الإساءة لعقيدة الأمة و لفكرة المهدي(ع) و لموضوع الدين بصورة عامة.
        ج‌- تنفيذ أجندات أعداء العملية السياسية في الداخل و الخارج ومحاولة إسقاط الحكومة بعد إضعافها .
        ح‌- أضعاف الأمة واستهلاك طاقتها و إلهاءها عن معاركها الحقيقية بمعارك جانبية.
        خ‌- الإخلال بالأمن المجتمعي و نشر الفوضى و إشاعة أجواء العنف.
        د‌- ضرب حالة الاستقرار والبناء و العمران ، مما يؤدي للإضرار بالناس اقتصادياً و اجتماعياً وعرقلة مسيرة الحياة.
        ذ‌- إشاعة الأفكار والعقائد المنحرفة والمخالفة لحركة التاريخ وللعقـــل وللفطرة وللدين في أوساط الناس
        ر‌- الترويج للتخلف في المجتمع.

        أن هناك شبحاً يجول في قرى ومدن الوسط والجنوب اسمه ( السلوكية) ، وخطورته انه يخرج الناس من الدين باسم الدين ، ويمسخ عقولهم و يحولهم إلى أداة تنفذ كل ما يطلب منها ، وان كان قتل الأهل والإخوان وتدمير البلاد وتنفيذ مخططات الأعداء ، وكذلك تحويلهم الى طابور خامس يتولى ارباك الاوضاع الامنية والسياسية والاجتماعية من الداخل وخنجراً لطعن الامة من الخلف.

        المبحث الثاني
        حركة الممهدون - المولوية- (نموذجاً)
        تنظيم (صوفي سياسي) ظهر بعد سقوط النظام البائد ، واعتمد على السرية والتكتم الشديدين ، وكانت انطلاقته الأولى من محافظة بابل ثم راحت تنتشر شيئا فشيئا حتى شملت كربلاء والنجف والديوانية والسماوة وظهر لها أتباع في المحافظات الجنوبية في السنوات الأخيرة إلا أنهم ليسوا بمستوى محافظات الفرات الأوسط من ناحية العدد ، وقد سميت الحركة بالمولوية لان أتباعها يكثرون من استعمال مصطلح (المولى ) واشتقاقاتها فيما بينهم وبصورة لافتة ، ليس لهم أي مكاتب ظاهرية ، يعتمد نشاطهم الفكري والتبليغي على أتباع الحركة حيث يقوم كل فرد منهم بالتبليغ من خلال التحدث إلى أصدقائه ومعارفه ومن خلال المجالس في البيوت أو ما شاكل ، وقد ظهرت لهم في الفترة الاخيرة منشورات تثقيفية يتداولونها فيما بينهم ، ويوزعونها على الناس.

        عقائدهم:
        في الواقع أن اغلب عقائد هذه الحركة ومثيلاتها أنما هي مأخوذة من المدرسة الصوفية ومن عقائد الفرق المغالية المنقرضة وغير المنقرضة ، كالخطابية والنصيرية والبابية والبهائية وغيرها ، وقد قسمناها إلى قسمين أساسية وثانوية.

        أ- العقائد ألأساسية:
        1- أن أساس عقيدة هذه الحركة هو نظرية (الاتحاد والحلول) ويبدو إن الحركات المهدوية المعاصرة قد وجدت بغيتها في هذه النظرية فادعوا بان الله جل وعلا يحل في شخص الأمام المهدي بحيث يكون وجوده هو وجود لله في الأرض ، وبذلك يكون توحيد الله بوليه.
        أي هناك اله في السماء هو (الله) واله في الأرض هو (الأمام المهدي)(ع) وهي نفس دعوى الخطابية في الأمام الصـادق(ع) ، حيث يفســـرون آية (إنا أنزلناه فـي ليلة القدر ) تفسيراً مخـالفاً لكل قوانيـن اللغة وضـوابط التفسيـر، فتكون (إنا) بمعنى الجمع ، أي أن هناك إلاهين ، إله في السماء وهو الذي خلقك ، وإله في الأرض وهو الذي يخلقك من انسان ضال الى إنسان مهتدي ، وهذه الفكرة لا تقتصر على المهدي بل ان كل (مولى) – مسؤول حزبي – هو إله ثاني ، وهكذا عادوا بنا الى نظرية تعدد الآلهه ، ليحرفوا ديانه التوحيد الى ديانة (شركية) باسم التوحيد..
        ومن ناحية أخرى فان الإنسان يتوفر على الصفات الجلالية والصفات الجمالية الأولى للأفعال الظاهرية والثانية للكمالات الباطنية ، (الإرادة والقوة والنية) ، ومادام متوفرا على هذه الصفات الكمالية وان كانت نسبية ، إلا انه كـلما ارتقـى بهـا سـيقترب مـن المعصـوم حتـى يتحـد بـه ، وتوحـده بالمعصـوم هو توحد بالله فتكون المعادلة (الله - المهدي - الموالي) وهم ذات واحدة بثلاثة وجوه.
        وهذه العقيدة تقترب كثيرا عقيدة التثليث الهندوسية[1]ومن العقيدة المسيحية (الأقانيم الثلاثة)[2]
        أن هذه العقيدة وكما هو واضح قد غلت في الأمام المهدي لترفعه إلى درجة الإلوهية حيث جعلته اله ثاني في الأرض .
        2- المعلم الأساسي الثاني في عقيدة هذه الحركة هو ادعاؤها بأن الأمام المهدي قد غاب عن الناس بشخصه لكنه ظهر بنائبه (السيد الممهد - اليماني ) والذي هو سيد وزعيم هذه الحركة ، وهنا أيضا طبقت نظرية (الاتحاد والحلول) بين الأمام المهدي ونائبه اليماني ، بل زادوا على ذلك إذ ادعوا إن الإمام المعصوم يتجلى في خمسة أشخاص هم على ابن الحسين ، محمد ابن الحنفية ، واليماني ، وشخصان سريان وهؤلاء موجودون وهم يحركون الموالين للوصول إلى الأمام المعصوم) وهذا عين ما ذهبت إليه الفرقة (البهائية) المنحرفة المغالية إذ ادعت بان الله يتجلى لعباده من خلال أشخاص هم {برهما ، بوذا ، إبراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد ، وأخيرا (البهاء) زعيم البهائية} ، وعقيدة التجلي من لوازم عقيده (وحده الوجود).
        ويدعى هؤلاء بان اليماني لا يظهر لأغلب أتباعه ومريديه إلا للخاصة منهم ، وهذه الخاصة القليلة يقولون أن كبيرهم (اليماني) هو في طور الدعوة السرية ، وانه لو أعلنها حاليا سوف يحارب من قبل علماء السوء حسب تعبيرهم والمقصود بهم (المرجعيات الدينية) .
        وعلى ضوء ذلك ستكون طاعته (السيد الممهد) طاعة للأمام المهدي (ع) وبما إن وجود الأمام وجود لله تع ، أذا ستكون النتيجة (طاعة اليماني هي طاعة لله) وبما أن السيد الممهد وهو القائم مقام المهدي "ع" ففي هذه الحالة لا يجوز التشكيك والجدال والرد عليه لأنه بمثابة رد على الأمام الذي هو ظاهر بوليه وهو الله تع .
        3- ولكن كيف يمكن للأمـام المهدي ولليماني أن يحركا الأحداث ، هنا يأتي دور (الموالين أو الأولياء ) حيث يقولون ، لابد من وجود معصوم يسير أمور العباد ، ولابد لهذا المعصوم من نائب يمهد له الأمور وهو (اليماني) فلابد أذن من ان يكون لليماني (موالين) مؤيدين له يأخذون الأوامر و التعليمات منه., وهؤلاء الأشخاص الذين يلتقون باليماني هم (15) شخصاً وهم من الأولياء الذين قطعوا شوطا كبير في محاربة النفس وجهادها ، ونظفوا قلوبهم من أدرانها ومن الهواجس والذنوب و الأوهام ، ويستدلون على ذلك بالآية الكريمة (وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر) حيث يذهبون إلى أن أولي الأمر هم (الأولياء) الذين نصل من خلالهم إلى المعصوم ، فالآية في نظرهم غير مختصة بالأئمة (ع) فقط ، بل تشملهم ، هم ، أيضا فكل شخص منهم لديه مجموعة من الأتباع يعدونه من (أولي الأمر)
        بل أنهم يربطون معرفة المنهج (الأطروحة الإلهية) بقضية (الطاعة والتسليم) المطلق للموالين من اجل الوصول إلى معرفة الأمام المعصوم وهو مظهر تجلي (الرحمة الإلهية ) لان حكومة العدل الإلهي لا تتحقق إلا بالإتباع والموالاة من الموالين إلى الأولياء إلى الباب وهو اليماني إلى المعصوم .
        حيث لا بد لكل موالي من مولى يكون هو المسئول عنه من اجل أن يصل به كي يكون من القواعد الممهدة لظهور الأمام ، وهو نفس نظام المرشد مع السالك في المدرسة الصوفية العرفانية.
        وبناءا على هذه العقيدة وعلى هذا الشحن المتواصل بضرورة الطاعة العمياء و الانقياد المطلق ، فأنهم يقومون بإدخال أتباعهم في دورات (غسل دماغ) ، وبأساليب غاية في القسوة والغرابة لتمرينهم على الطاعة ، حتى يتحول
        المنتمي لهم إلى (آلة) فاقدة لأي وعي أو أرادة أو رأي أو انتماء - عداهم - بعد أن تمارس معه عمليات الترويض وغسل الدماغ وبطريقة محترفة وغاية في المكر والدهاء تحكي خطورة واحتراف المشرفين على هذه العملية وجذورهم المخابراتية والأمنية.
        4- أما المعلم الرابع من معالم هذه العقيدة المنحرفة فهو الدعوة إلى الاهتمام بتطهير الباطن ورفع الأوهام من القلب وأتباع الحقيقة التي هي (طاعة المولى) لأنه المرتبط بالمعصوم ، إما الأفعال الظاهرية للجوارح (كالعبادات والمعاملات) فأنها ليست ضرورية .
        حيث يستدلون هنا بالآية الكريمة (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) بمعنى أن الغاية من العبادة هي الوصول إلى لحظة اليقين ثم عدم لزوم العبادة بعدئذ ، لأنه بحصول اليقين يتحقق المبتغى من العبادة و هذا هو المدخل الذي يدخلون منه في دعواهم لإسقاط التكاليف الشرعية 0الصوم ، الصلاة، الحج ، الزكاة، وغيرها) باعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة ويجب أن تستبدل بتطهير الباطن لنصل إلى طاعة المولى والتي هي طاعة للمعصوم وبه نصل لليقين ، وهم يمهدون لذلك بالدعوة لترك طلب العلم ، طبقا لحديث النبي (ص) (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ) ، ثم العمل على ترويض النفس حتى تصل الى درجة اليقين عن طريق أذكار خاصة ، مع محاربة النفس وعدم الانقياد لملذاتها وشهوتها من أكل وراحة فهم يخالفونها حتى في الحلال ، ونسوا قوله تعالى: ( قل من حرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خاصة)، وبالمخالفة للمباحات يكونوا قد حصلوا على درجة اليقين ، عندها يقذف الله العلم في قلوبهم فيحصلوا على كل ما يريدون عن طريق الإلهام الرباني كما هو عند الأئمة المعصومين (ع) الذين كانوا يعبدون الله حق عبادته.
        ويكونوا بذلك مصداقا للحديث القدسي (عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون ) واذن فان الضابط في قياس درجة الوصول لليقين ، هي القدرة على محاربة النفس وحرمانها من (الملذات والشهوات والطيبات من الرزق التي أحلها الله) ونسوا قصة النبي (ص) مع جملة من اصحابه ممن ترك اهله وعياله وآوى الى كهف في الجبل يعبد الله ، حيث قال لهم (انا معشر الانبياء نأكل الطعام وننام الليل ونتزوج النساء ، ومن رغب عن سنتي فليس مني ).
        وان (لارهبانية في الاسلام )، ثم ان كان في ذلك كرامة فالأنبياء أحق بها .
        5- الدعوة العلنية والواضحة لإسقاط التكاليف والأحكام الشرعية وبهذا يتحول الأتباع بأيديهم إلى آلات وأشخاص ممسوخين فقدوا ارتباطهم بمجتمعهم وتمردوا على كل انتماءاتهم وتخلوا عن كل المنظومة القيمية (الدينية والأخلاقية والوطنية وحتى العاطفية) ، وبذلك يكونوا قد تأهلوا للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بظهور المهدي(ع).
        6- يؤمنون بضرورة (إرغام النفس على ماتكره) كنوع من أنواع التربية والترويض ويعتبرونه (الجهاد الأكبر) فالنفس المؤمنة تكره ارتكاب المعاصي ، ولذلك لابد من مخالفتها بارتكاب هذه المعاصي . وذلك للتعجيل بظهور الأمام المهدي ع وكلما كانت المعاصي اكبر كان الظهور أسرع ، وهذه هي فلسفة إكثار الفساد.
        وفي هذا يلتقون مع فرقة الإسماعيلية الأغاخانية (الحشاشين) ومع عقائد (البابية والبهائية) ومع جماعة الحجتية في إيران ، والتي كانت تدعي إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيؤخر ظهور الأمام ، وعليه فلابد من استفزازه ليظهر سريعا.
        إن الثمرة النهائية لكل ما سبق في الوصول إلى درجة اليقين ثم ترك التكاليف ، وإكثار الفساد في الأرض مع جملة من الرياضات الروحية هو رؤية الأمام المهدي .
        (فان من يؤمن ويصفي نيته فسيؤهل لرؤية الأمام المهدي ، فلا داعي للعلماء والمراجع والتقليد و الشريعة).

        ب- العقائد الثانوية:
        1- يؤمنون بأنهم خارقون ومحروسون من الأمام واليماني والموالين .
        2- عند الزيارة لا يزورون المراقد المقدسة.
        3- لا يهتمون للصلاة ومواقيتها ويتعاملون معها بإهمال ، فهم يقرأون ورقة فيها بضعة كلمات في فترة الصلاة تعتبر عندهم مجزية عن الصلاة.
        4- يدعون إن يوم ظهور المهدي قريب جدا ويكون في الكوفة في يوم حظر للتجوال .
        5- يدعون إن اليماني موجود بينهم وهو إنسان بسيط وفلاح .
        6- ممارسة السحر والشعوذة والادعاء بأنها كرامات كي يخدعوا بها السذج والبسطاء .
        7- التماس الأعذار لجرائم الإرهابيين بحق الشيعة ،واعتبارها أرادة إلهية ،وان من يقتلهم الإرهابيين لا يريدهم الأمام لأنهم أناس غير صالحين وان علينا أن نستغفر لهؤلاء الإرهابيين وأن لانؤذيهم لان الأمام لا يرضى ان نؤذي أحدا ، ومن ناحية أخرى تكفير عموم الشيعة ممن يختلفون معهم.
        - إن الملاحظ على جميع هذه الحركات أنها متعاطفة مع الجماعات الإرهابية ، وكذلك فان أعدادا كبيرة من السنة ينتمون أليها ويعملون في صفوفها رغم الاختلافات العقائدية ، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة تدعو للتأمل والبحث حول دور بعض الجهات الإرهابية و البعثية في صناعة وتسيير ورسم خطوات هذه الحركات .
        فليس مستبعدا في النهاية وبمقاييس العمل ألمخابراتي أن يكون اليماني الذي يسير هذه الحركات هو احد عتاة الوهابيين او البعثيين من أمراء الإرهاب والذبح .

        نماذج من ممارساتهم المنحرفة:
        إن الإنسان الذي يعتقد بإسقاط جميع التكاليف الشرعية ، وضرورة إكثار الفساد في الأرض للتعجيل بالظهور, سيكون قطعا مستعدا لفعل أي شيء يؤمر به أو يطلب منه ، خاصة بعد تعرضه لعمليات غسل دماغ وترويض على الطاعة حولته إلى جهاز ينفذ فقط وفقط ، لذلك فلا غرابة فيما يصدر من هؤلاء من أفعال مشينة يأباها العقل والذوق والفطرة السليمة ، فهم أشبه مايكونوا (بالإنسان المسير)

        [1]عقيدة التثليث الهندوسية:-
        يعتقد الهنود بالثالوث من الآلهه الذين تسند لكل منهم مهمة بعينها والثالوث يتكون من (براهما – فيشنو- شيفا).
        براهما / الخالق / وجه الحق المطلق – وهو اصل الوجود – نور الانوار
        فيشنو/ الحافظ ، إلاله الممتلئ بالحب الذي يغذي العالم.
        شيفا / إله القسوة والتدمير – المفني والمدمر والمهلك للعالم.
        فاله الهندوس يرمز له بتمثال له ثلاثة وجوه، هي في الحقيقة ثلاثة صفات ، ويعتبرونها ثلاثة آلهه متحدة في إله واحد، وقد انتقلت هذه العقيدة فيما بعد من الديانة الهندوسية الى الديانة النصرانية.
        اهم عقائد الهندوس
        أ‌- الاتحاد والحلول: فمن لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الاهواء واطمأنت نفسه فانه لايعاد الى حواسه بل تنطلق روحه لتتحد بالالهة (ابراهما).
        ب‌- وحدة الوجود: بما ان الانسان يستطيع خلق الافكار والانظمة والمؤسسات كما يستطيع الحفاظ عليها او تدميرها ، فهو بهذا يتحد مع الالهه لانه يشبهها، فتصير النفس هي عين القوة الخالقة .، فالروح كالالهه ازليه سرمدية مستمرة غير مخلوقة كالعلاقة بين شرارة النار وبين النار ذاتها وكالعلاقة بين البذره والشجرة فهذا الكون كله ليس الاظهور للوجود الحقيقي ، والروح الانسانية جزء من الروح العليا.

        جـ- تناسخ الارواح.

        [2]الاقانيم الثلاثة:-
        وهي (الاب – الابن – الروح القدس)
        فالاب هو الله من حيث الجوهر ، وهو الاصل .
        والابن هو الله من حيث الجوهر ، وهو المولود.
        والروح القدس هو الله من حيث الجوهر ، وهو المنبثق.

        اما طريقة الجمع بين الثلاثة فتتكفل بها عقيدة (الاتحاد والحلول) بين الرب والعبد.
        وسنعرض أدناه جملة من هذه الممارسات المشينة على نحو المثال لا الحصر :
        أ‌- عملية إلغاء الذات أو نزع الذات / حيث يؤمر التابع بان يصلي عريانا ، وهو هنا ينزع ذاته ويتوجه إلى الله
        عاريا من كل شيء ، وهو يجب أن يطيع لان (المولى) - المسئول الحزبي إذا أمره فعليه الطاعة فلو قال له ان الشمس تشرق من المغرب فيجب عليه التصديق ، وفي بعض الأحيان فان الأمام هو الذي يصلي عاريا بالمأمومين ، وان على المأمومين أن يختبروا أنفسهم في تلك اللحظات فكل من يشك أو يستغرب أو ينفر من هذا المشهد فهنالك خلل في إيمانه عليه أصلاحه .
        ب- يجيزون الزنا ، والشذوذ الجنسي (اللواط و السحاق) واخيرا تبادل الزوجات و الزنا بالمحارم، وهو حديث شاع بصورة واسعة جدا عنهم ، ويعتبر من أعلى مراحل التضحية للتعجيل بظهور الأمام .

        مصادرهم في التلقي
        أما أهم مصادر المعرفة والفكر الديني والعقيدي عندهم فهي:-
        1- التأويل الباطني للقران / حيث تؤول الآيات حسب الأهواء وليس وفق ضوابط التفسير وعلوم اللغة والحديث وباقي العلوم الشرعية ، معتمدين في ذلك على حديث ( إن للقرآن ظاهر وسبعون باطن ) وهو ان صح فان المقصود فيه بمعرفة ظاهر القرآن من باطنه هو العلماء والمجتهدين والمفسرين وذوي الاختصاص من أصحاب اليد الطولي في هذه العلوم ، وليس أشخاص مغمورين ومجهولين تحوم الشكوك والشبهات حول ماضيهم وحاضرهم.
        وهم برفعهم لشعار (السبعون باطن) إنما يطلقون العنان لأنفسهم كي يصولوا ويجولوا ويحرفوا الكلم عن مواضعه و يؤولوا بما تشتهيه أنفسهم من غير رقيب ولا حسيب ، فتكون ليلة القدر (فاطمة الزهراء(ع)) ويكون مرج البحرين يلتقيان (علي وفاطمة) وتكون الشمس وضحاها (النبي محمد (ص)) والقمر إذا تلاها (علي ع) والنهار إذا جلاها (الحسن والحسين(ع)) والليل إذا يغشاها هم (الأمويون) ، وهكذا إلى ما لانهاية من هذه الخزعبلات .
        2- اقتناص الروايات العامة والمتشابهة حول قضية الإمام المهدي ليقوموا بتوظيفها بالاتجاه الذي يريدون للاستدلال على مدعياتهم .
        3- يستندون على دعواهم المغالية بالخطبة التطنجية أو خطبة البيان المنسوبة إلى الإمام علي(ع) ، وهي خطبة ظاهرة في الغلو والشرك ، إذ ترتفع بالأمام علي(ع) إلى درجة الإلوهية ، وقد كانت هذه الخطبة ومنذ القدم رافدا من روافد الغلو ومصدرا لأفكار الفرق المنحرفة والمغالية ، وقد أعلن أكثر العلماء وأخيرا السيدين الخوئي (رحمه الله) والسيستاني (حفظه الله) ، ان لا صحة لنسبتها إلى الإمام علي(ع) (فهي من موضوعات الغلاة ).
        4- ادعاء اللقاء المباشر بالإمام المهدي والأخذ عنه ، وفي هذه الحالة فلا حاجة للقرآن والحديث والأحلام والكشوف ، ماداموا يلتقون بالمعصوم ويأخذون عنه .
        5- الأثر الصوفي و ألعرفاني واضح التأثير في أدبياتهم و أفكارهم ومناهجهم فهم يستدلون على عقائدهم بالمكاشفات والأحلام والإلهامات[1] وغيرها من الأدلة غير القابلة للإثبات ، ولكنهم قد حرفوه عن منهجه الصحيح و الذي هو تعميق الإيمان بالله و الالتزام بالشريعة و الزهد في الدنيا ، ليتحول على أيديهم إلى منهج للشرك في نظرية (الاتحاد و الحلول)، ولإسقاط التكاليف الشرعية بدل تعميقها، ولإشعال الفتن بين أبناء الأمة وتنفيذ مخططات الأعداء و المتربصين و إسقاط العملية السياسية و الحكومة الشرعية المنتخبة ، بدل الزهد في الدنيا وتقوى الله.
        6ـ تعتبر (الموسوعة المهدوية ) للسيد محمد الصدر (قدس) مصدرا رئيسياً لأفكارهم العقائدية حيث حاولوا توظيف الأفكار الواردة فيها توظيفاً سيئاً لم يقل به صاحبها رحمه الله .



        الخطاب السياسي
        التمويل – مجال الحركة

        إن خطابهم السياسي تكفيري تخويني معارض للوضع الجديد في العراق بكل تفاصيله ، بل انه يكاد أن يتطابق مع الخطاب التكفيري الوهابي (للقاعدة) في سعيه لإسقاط العملية السياسية ، بل ويتطابقان حتى في تكفير عموم الشيعة و تجويز قتلهم ، و أهم معالم هذا الخطاب مايلي .
        1- يتفقون على الحط من شأن مراجع الدين ، و يعتبرون تقليدهم باطل ، ويثقفون اتباعهم على ان الامام اذا ظهر سوف يقتل جميع العلماء ، لأنهم علماء ظلال ، (وان ما لم يتحقق في الزركه سوف نحققه ، وان ايام السستاني واليعقوبي ومقتدى وعبد العزيز باتت قريبة) كما يزعم احد قادتهم.
        2- معاداة الديمقراطية و نظام الانتخابات .
        3- رفض الدستور .

        [1]مناهج البحث و المعرفة الدينية عند المسلمين

        هناك اختلاف وتعدد في (الرؤى الكونية) اي النظرة الى( الله ، الانسان ، العالم) ، والتي يصطلح عليها بـ(العقائد) او علم ( اصول الدين).
        وينبثق عنها ( الايديولوجيات )وهي الافكار و القواعد القانونية و الاخلاقية التي تتعلق بسلوك الانسان مع الناس من حوله و القوانين الشرعية التي تحكم العلاقة بينه وبين الله ( العبادات )ومع الاخرين ( المعاملات )وهو ما يصطلح عليه بـ(علم الأخلاق ) وعلم الفقه (فروع الدين ).
        ان اختلاف الرؤية العقائدية سيؤدي حتما الى اختلاف السلوكيات – الفقهية والاخلاقية للبشر ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :كيف تكونت هذه ( الرؤى الكونية ) وكيف تشكلت المنظومة العقائدية للبشر و المسلمين منهم خاصة .
        الحقيقة ان طبيعة الادوات المدرسية التي تستعمل في عملية البحث انما تحددها طبيعة المدرسة الفكرية التي ينتمي اليها الباحث ، وهي التي تحدد ( الرؤية الكونية)التي سينتهي اليها في بحثه.
        لقد اختلفت مذاهب المسلمين في اختيارها للطرق الموصلة الى هذه الاهداف الى خمسة طرق ، تختلف كل واحدة منها عن الاخرى في طبيعة الادوات التي تستعملها للوصول الى الحقيقة ، واهم هذه الطرق او المناهج او المدارس هي :-
        1- المنهج (العقلي) – البرهان – حيث يتم فيه الاستناد على الاستدلالات العقلية ، وهو منهج الفلاسفة ، وقد امن به المعتزلة من المسلمين.
        2- المنهج (النقلي)- القران - ويعتمد في استدلالاته على الظواهر الشرعية والحقائق الدينية،وهو منهج اهل الحديث و السلفية .
        3- المنهج ( الكلامي) – و الاستناد فيه على الجمع بين ( العقلي و النقلي ) – القران و البرهان ، وهو منهج الامــــامية والزيديـة مـن الشيعة ، والاشاعرة من السنة (وهم جمهور اهل السنة).
        4- المنهج الوجداني ( العرفان) ، حيث يستند على المكاشفات العرفانية وهو منهج الصوفية .
        5- المنهج ( التلفيقي) (العقل و النقل و الكشف)، وهو منهج الاسماعيلية من الشيعة ، والمدرسة الشيرازية عند الشيعة الامامية – مدرسة الملا صدرا الشيرازي




        تعليق


        • #5
          تتمة الموضوع

          - معاداة العملية السياسية بكل تفاصيلها .
          2- الإيمان بمبدأ العنف المسلح ، و لديهم ميليشيات .
          3- تجويز استهداف الجيش و الشرطة .
          4- لهم اتصالات مع المجاميع الإرهابية ( الوهابية) ،ومع بعض القوى السياسية المعادية للحكومة .


          تمويلهم:
          تقوم الحركة بتمويل نفسها بالطرق التالية
          1- التمويل الذاتي و التبرعات .
          2- يقوم بتمويل هذه الحركة رموز (بعثية و طائفية ) كبيرة داخل العراق .
          3- دعم خليجي / سعودي – إماراتي – قطري / مفتوح .
          المجال الحيوي لهذه الحركة:
          1- تنشط في بغداد (الشعلة – الكرادة – بغداد الجديدة- الكاظمية - مدينة الصدر – الكريعات) .
          وفي المحافظات (الحله – واسط – الناصرية - العمارة)
          2- لها علاقات وثيقة ، و تداخل بين قواعدها و قياداتها مع كل من .
          أ-حركة أنصار المهدي: للمدعو احمد الحسن اليماني و التي مقرها (البصرة) و لها امتدادات في كل المحافظات الوسطى و الجنوبية .

          ب- حركة جند السماء:حيث انظم الكثيرون من بقاياهم إليها.

          آليات عملهم التنظيمي
          أ- شروط و صفات مريديهم:
          1- إن يكون ضعيف الارتباط بالعلماء ليسهل الحط من مقامهم عنده ، لذلك فقد ركزوا على المنتمين لبعض الفئات من ضعيفي الارتباط بالعلماء .
          2- أن يكون قليل الثقافة الدينية ليصبح وعاء تلقي فقط (قليل الثقافة بصورة عامة اوجاهل بالعلوم الدينية خاصة)
          3- إن يكون شديد العاطفة لآل البيت ليكون شديد الولاء لحركتهم .
          4- ان يكون ممن يعاني من عقدة الاضطهاد والظلم ، وكذلك الفقر ، ليكون مهيئاً للتمرد .
          5- أن يكون ممن يؤمن و يعتقد بالأحلام والرؤيا والجن والسحر والغيبيات لان لديهم وسائل إقناع من هذا النوع .

          وبأختصار فأن خطابهم موجه في الدرجة الاولى لفئة الشباب الذين تجتمع فيهم الصفات التالية :
          (ضعف الارتباط بالعلماء – الجهل – الفقر – الاحساس بالمظلومية – الاستعداد للتمرد – البحث عن منقذ ).
          ب- طريقة الكسب:
          يقوم الداعي ، وهو حلقة الوصل بين الباب و المريد باختيار المريد الجديد ضمن المواصفات أنفة الذكر ، ويلقنه بعض العقائد و الأفكار (الخاصة بالحركة) مبتدءا بقوله : إنني لم أفاتحك من تلقاء نفسي بل إني مرسل من الإمام المهدي (ع) دون أن يوضح له كيفية الإرسال و آليته ، و كذلك يوهمه بأنه شخص مهم وفرد مهيأ ليكون من أصحاب الإمام (ع) ، ثم يشوقه و يعطيه مقاما أعلى من مقامه و في نفس الوقت يحط من باقي الناس في نظره وينعتهم بأنهم لايعلمون و بعد التشويق والترغيب يعده بإيصاله إلى الباب (باب الإمام) وهو من خواص السيد اليماني ومن المقربين عنده ، و لكن ينبهه بأنه في حالة اختبار فلا يجوز له في هذه المرحلة أن يناقش أو يعترض أو يستفهم عن شيء ، بل عليه الاستماع و الإنصات وإظهار الأدب والاحترام ، وفعلا يتم اللقاء بين المجموعة التي تتكون من ( الباب +الداعي ( المولى )+ المريد الجديد ( الموالي) ويؤطر هذا اللقاء بطقس ديني خاص بهم يميزهم عن باقي الناس ، الا وهو الذهاب إلى كربلاء سيرا على الأقدام في غير أوقات الزيارة ابتداء من مدينة ( الهندية ) ، عندها يقوم ( المولى - المسئول الحزبي) بسرد العقائد والأفكار لهذه الحركة بدون أن يذكر له هيكليتها ولا الشخص المسئول عنها ، و يشترطون عليه المبيت في بيت (السيد) الواقع على الطريق بين كربلاء و الهندية ، و يطلبون منه قبول ما سمع ورأى ، وعندها يصبح احد أفراد هذه الحركة ، وأخيرا يخصصون له ذكر خاص في وقت معين و عدد محدد من الأذكار و سجود و تفكير خاص، و يوصو نه بعدم البوح بهذا اللقاء لأحد بما شاهد وسمع وكتمان هذا الأمر كي لا يؤخر الظهور المقدس للإمام المهدي ( ع) ، وبذلك يغلقون عليه كل منا فذ العلم و المعرفة .
          ومن ناحية اخرى يوصون الاتباع الجدد بان يقوموا باكل الخبز اليابس ، وعدم اكل اللحوم ، والزهد في الدنيا ، والتقرب الى الله وحده (لكسب قلوبهم) وايهامهم بتقوى وورع وزهد قادتهم ليتحولوا الى اتباع مطيعين وبصورة عمياء.

          حـ- أساليبهم في كسب الناس:
          إن طريقة كسب الناس لهذه الحركة تكون على ثلاثة مراحل .
          1-الإيهام:- فأنهم يوهمون مريديهم بأنهم ضالين ومنحرفين عن طريق الحق وأنهم بحاجه الى من يهديهم
          2-الاستدراج :- ثم يستدرجونهم بفك الارتباط بالعلماء ، وعدم الاعتقاد بهم و الحط من شأنهم .
          3-التلقين:- وهو ثلاث مراحل ايضاً ( تسبيحات ثم محاضرات ثم زيارة )
          أ- في البدء يلقنونهم مجموعة من الاوراد والأذكار والتسبيحات ، ثم يوجهونهم للتفكر في خلق السماوات والأرض ، وهذه تستمر عدة أسابيع .
          ب- ثم يدخلوهم في دروات ثقافية عقائدية مكثفة وحسب مستوياتهم .
          جـ- وأخيرا تبدأ مرحلة (الزيارة) مشياً على الأقدام الى الامام الحسين (ع) ، حيث يقضون الطريق بالتسبيح والتلقين العقائدي، ... وطرق التلقين عندهم ، اما من طويريج الى كربلاء او من خان النصف الى كربلاء او من زيد بن علي الى النجف ، وهناك طرق كثيرة غير معروفة .
          ان من يجتاز هذه المراحل سيكون مؤهلاً لان يدعو الاخرين للعقيدة الجديدة اوما يسمونه (التوسع) اي الكسب ، فاذا نجح في كسب مجموعة من الاشخاص واحسن تهيأتهم واعدادهم فانه سصبح (مولى) اي مسؤول خلية بالمصطلح الحزبي المتعارف.

          د- أساليبهم في غسل الدماغ:
          1-الدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن المعصوم وهو أسلوب لإغلاق ذهن المتلقي عن المصادر المعرفية الأخرى،والتي قد تفضح أكاذيبهم ، ويستدلون على ذلك بحديث النبي(ص) ( العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)، وهذا بالطبع يتوافق مع منهجهم المعرفي الصوفي الذي يؤكد على (الحدس والكشف والشهود) وليس على العلم والثقافة والدليل والعقل.
          2- تسقيط المرجعيات الدينية، للتخلص من مشكلة العلماء الذين يردون عليهم (بالحجة والدليل) و الادعاء بأن العلم علمان – إحاطة وأخبار ، وان علم الإخبار هو حصة الفقهاء بينما علمهم هو علم إحاطة لان المعصوم بينهم.
          3- تدريب المنتمين لهم على الطاعة المطلقة .
          4- الدعوة لإسقاط التكاليف و إكثار الفساد .
          وهنا فأنهم يمارسون عملية هدم و بناء في وقت واحد هدم للبنى القديمة و بناء للبنى الجديدة .




          هـ - فكرهم التنظيمي:
          1- تنظيماته عنقودية و على درجة عالية من الدقة .
          2- الدعوة عندهم هذه الأيام سرية بانتظار تكامل إعدادهم .
          3- أفكارهم تقترب بكثير من أفكار ( جند السماء ) .
          4- سياقات العمل التنظيمي دقيقة و شديدة السرية .
          5- تعتبر قضية الطاعة المطلقة و التسليم الكامل ( روح هذه الحركة ) أنها تريد إتباع ( من غير عقل أو نظر أو سمع أو لسان ) كي ينفذوا ما تريده منه وأن كان ضد العقل و العاطفة والدين و الوطن والأسرة ، حيث يتحولوا إلى ما يشبه ( الآلات ) الصماء البكماء أو الإنسان المسير الفاقد لكل إحساس و شعور، كي يتم تفجيره في المكان والزمان المحدد.
          6- ومن اجل قياس درجة الطاعة والولاء التي وصلها أتباعهم ، فانهم يقومون بين فتره واخرى بإجراء امتحانات ميدانية لهم ، فمرة ابلغوهم بضرورة ان يتبرعوا بكل ما يملكون ، وفعلاً فعلها الكثيرون منهم ،
          وفي اليوم التالي أعادوها لهم ، ومرة أمروهم بعدم الصيام في رمضان ، وفعلوها ، ومرة أمروهم بتطليق نسائهم وفعلها الكثيرون ، وهكذا.

          الهيكلية التنظيمية


          سلم التدرج التنظيمي للكوادر ( الموالي)
          ق4 / مولى مسؤول خلية (20- 30) فرد
          ق3 / مولى مسؤول خلايا
          ق2 / مولى مسؤول التنظيم العام / وصي الامام
          ق1 / الامام الحجة وهو المولى رقم (1)


          سلم التدرج التنظيمي للقواعد:
          ت / عنصر جديد.
          ج لم2 / جاهز لم يزور
          ج لم1 / جاهز زائر
          ج ز / مهيأ لتلقي التبليغ

          المسؤول يسمى ( مولى ) وجمعها ( اولياء) ، اما العضو في التنظيم ويسمى ( موالي ) والجمع (موالين)








          المبحث الثالث
          مناقشات وردود
          تعرضنا فيما سبق لاهم عقائد الحركات السلوكية المنحرفة ، وللشعارات المظلله التي رفعتها ، والادوار المشبوهه التي تمارسها في الساحة العراقية ، في سعي منها ومن المشرفين عليها من خارج الحدود لتمزيق المجتمع الشيعي من الداخل واسقاط العملية السياسية التي يقودها الشيعة .
          ان الهدف الرئيسي لكل ذلك هو اضعاف الكيان الشيعي بصوره عامة ، واجبار السياسيين الشيعة على التوقيع على التنازلات المطلوبة منهم ، والتي ستكون على حساب حقوقهم المشروعة ، تلك الحقوق التي حصلوا عليها بعد بحار من الدم والتي تتناسب مع كونهم الاغلبية في العراق . ومن المؤكد ان جميع هذه (الجهات والتيارات والمجاميع) ستذوب وتنتهي بمجرد ان يتم التوقيع على التنازلات الكبرى المطلوبة ، لأن دورها سيعتبر منتهياً ، وانها قد حققت الهدف المطلوب من ايجادها.
          ان الرد على العقائد المنحرفة لهذه الحركات ،وفضح نواياها ومخططاتها ، وكشف امتداداتها المشبوهة ، وتوضيح خطرها على الامن الوطني العراقي، بحاجة الى تظافر جهود الكثير من العلماء والمثقفين والسياسين ووجهاء الامة وقادة الرأي فيها ، لأنه من غير الممكن الوقوف بوجه هذه المؤامرة العالمية والاقليمية بجهود فردية مبعثرة ، وغير مبنية على استرتيجية متكاملة لمواجهة هذه الريح السوداء ، وهذه الموجة الظلامية التي تستهدف تدمير كل بنى الامة الحضارية والدينية والاخلاقية والعمرانية والبشرية.
          ولكن ولأن مالايدرك كله لا يترك كله ، سنفرد بضعة صفحات للرد على هذا المنهج المشبوه وحسب الطاقة ، علما ان هناك الكثير من الردود قد وردت في ثنايا البحث
          اولاً- عقيدتي الاتحاد والحلول ووحدة الوجود :
          1- ان هذه العقائد من عقائد الامم الوثنية والمشركة ، كما بينا فيما سبق .
          2-ان خلاصة ما تدعو اليه هذه العقائد هو ان الله والانسان شيء واحد في الاصل ،(وحدة الوجود) او انهما يمكن ان يكونا شيئاً واحداً (الاتحاد والحلول).
          3- ان هذه العقائد تعد مخالفة ومتناقضة تماماً مع عقيدة التوحيد .
          4- ان الايمان بهذه العقائد انما يؤكد مذهب (الجبرية ) باعتبار ان تصرفات الانسان تصرفات معصومة لانها الهية في الحقيقة ، فلا حساب ولا عقاب ولا جنة ولا نار .
          ثانياً- اسقاط التكاليف :
          الغريب والعجيب والمريب في اصحاب هذه العقائد انهم يؤمنون بان وصولهم الى درجة اليقين يوجب سقوط التكاليف عنهم ، وفي الحقيقة ليس هناك من دليل على ما يقولون غير الاهواء النفسية والعقائد المنحرفة . والا فأن الامام الذي يعتبرونه قدوتهم ويعتبره المتصوفة رائدهم وهو القائل (والله لو رفع لي الحجاب ما ازددت يقيناً) اي انه قد وصل الى اعلى درجات المعرفة بالله تعالى ، ومع ذلك كان وحتى يوم شهادته من اكثر الناس بعد رسول الله (عبادة). بل روي انه عليه السلام ماكان يشعر بالاشياء من حوله اذا ما كان قائما في محراب الصلاة ، هذا الامام لم تشغله حالة اليقين عن عبادة الله ، بل زادته تمسكا بها ، وهؤلاء الائمة من ولده(ع) ، فأنهم
          قمم في الالتزام بالعبادات وحث الناس عليها ، وكانت آخر وصاياهم لاتباعهم ضرورة المواضبة عليها ، وامامنــا علي بن الحسيـن (ع) خير مثــال على ذلك ، وهو الذي أصبح مضرب الامثــال في عبادته حتى سمي بـ (زين العابدين) .
          ولو عدنا الى المدرسة التي ينطلق منها دعاة (السلوكية) الا وهي مدرسة (التصوف والعرفان) لوجدنا ان العرفاء الحقيقيون يزدادون التزاما بعباداتهم كلما ازدادوا انغماسا واندكاكا بعرفانهم ، والسيد عبدالاعلى السبزواري (رض) والسيد محمد الصدر (رض) مصاديق لما نقول .
          ولم نسمع بظاهرة ان الوصول الى درجة اليقين يوجب إسقاط التكاليف ، إلا ما كانت تفعله (فرق الغلاة) في القرون الماضية .
          وهو ما يؤكد وجود نوعين من التصوف ، (التصوف الشرعي المعتدل) الذي يربي على تهذيب النفس والاخلاص في العبادة والتعود على الزهد ، و(التصوف المنحرف الشركي ) المتأثر بعقائد الديانات السابقة والامم المشركة.
          ثالثاً- اكثار الفساد للتعجيل بظهور المهدي :
          وهذه قاصمة الظهر ، وهنا نقول ، اين عقولهم ، اين الفطرة السليمة ، كيف يطاع الله من حيث يعصى ، ثم ايعقل ان يكون ظهور المهدي (ع) ظهوراً ارتجالياً تضطره اليه ردود افعال على ممارسات منحرفة لبضعة الاف من الشيعة ، ام ان ظهوره يكون وفق مخطط كوني شامل رسمت القدرة الالهية معالمه.
          ثم ان الفساد المقصود هنا هو الفساد بمعناه العام الذي يشمل الفساد الأخلاقي وغيره ، اي الفساد الحضاري والبشري عموماً اذا جاز التعبير ، وهيمنة القوى الطاغية والمتجبرة على مصير البشرية.
          رابعاً- ظهور المهدي والسفارة عنه في الروايات :
          ان الدليل الوحيد الملموس والحجة التي يعتمدها اصحاب الدعوات المهدوية والسفارات عن الامام المهدي ، هي الروايات التي تتعرض لقضية الامام المهدي ، وهذه الروايات كثيرة جداً واكثرها متشابهه ، وفيما لو احسنا الظن ، فان قلة بضاعة هؤلاء الادعياء من فقه الاسلام واصوله وعدم تعمقهم في العلوم الاسلامية واللغوية ، الامر الذي جعلهم (يأخذون بعض النصوص دون بعض ) او ياخذون (بالمتشابهات وينسون المحكمات) او ياخذون (بالجزئيات ويغفلون عن القواعد الكلية) او يفهمون بعض النصوص فهماً سطحياً سريعا ، ثم ان الاخلاص وحده لا يكفي صاحبه مالم يسنده فهم عميق لشريعة الله واحكامه ، والا وقع فيما وقع فيه الخوارج من قبل ، ولذلك كان الائمة (ع) يوصون بطلب العلم قبل التعبد ومعه وبعده (فالعامل على غير علم كسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد اكثر مما يصلح ، وان قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم ، حتى خرجوا على امام زمانهم (علي(ع)) ولو كانوا طلبوا العلم لما فعلوا ما فعلوا).

          ويبقى الاعتماد على الروايات المتشابهة هو اكثر الوسائل التي اعتمدتها هذه الفرق المنحرفة ، فما هو المتشابه ؟
          ان المتشابه : هو ما كان محتمل المعنى وغير منضبط المدلول ، أما المُحكم فهو البين المعنى الواضح الدلالة المحدد المفهوم .
          وقد دأب أصحاب هذه الدعوات المنحرفة على توظيف المتشابه من الروايات للأستدلال بها على عقائدهم الفاسدة ، فيما كان القرآن الكريم وروايات أهل البيت تؤكد على الالتزام بالمحكمات وترك المتشابهات .
          قال الله تعالى في كتابه الكريم :-
          (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأُخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله).
          وعن الامام الرضا (ع): من رد متشابه القرآن الى محكمه فقد هدي الى صراط مستقيم ، ثم قال ان في اخبارنا محكم كمحكم القرآن ومتشابه كمتشابه القرآن فردوا متشابهها الى محكمها ، ولاتتبعو متشابهها دون محكمها فتضلوا .
          (ان الروايات الواردة في تفاصيل علائم الظهور هي كغيرها من الروايات الواردة عنهم (ع) لابد في البناء عليها من الرجوع الى اهل الخبرة والاختصاص لاجل تمحيصها وفرز غثها من سمينها ومحكمها من متشابهها ، والترجيح بين متعارضاتها ولايصح الاعتماد في تحديد مضامينها وتشخيص مواردها على اساس الحدس والظن فإن الظنّ لايغني من الحق شيئاً . وقد اخطأ في امر هذه الروايات فئتان :
          أ‌- فئة شرعوا في تطبيقها واستعجلوا في الأخذ بها – على حسن نية – من غير مراعاة للمنهج الذي يجب مراعاته في امثالها ، فعثروا في ذلك ومهّدوا السبيل من حيث لايريدون لأصحاب الاغراض الباطلة ،ان الناظر المطلع على ما وقع من ذلك يجد ان بعض الروايات قد ادعى البعض انطباقها عليه اكثر من مرة وفي ازمنة مختلفة ، وقد ظهر الخطأ فيها كل مرة ، ثم يعاد الى تطبيقها من جديد .
          ب‌- وفئة اخرى من أهل الاهواء ، فإنه كلما اراد أحدهم ان يستحدث هوى ويرفع راية ضلال ليجتذب فريقاً من البسطاء والسذج إختار جملة من متشابهات هذه الروايات وضعافها وتكلف في تطبيقها على نفسه وحركته ، ليخدع الناس بالدعاوي الباطلة فيوقع في قلوبهم الشبهات ).
          خامسا-علنية الظهور بالحجة البالغة والنصر الالهي :-
          ان الامام حين يظهر يكون ظهوره ( مقروناً بالحجة البالغة والادلة الظاهرة ) ، و(محفوفاً بعنايته سبحانه ، مؤيداً بنصره ) ، وهو ما تؤكده روايات الظهور .
          سادسا- كثرة المدعين :
          لقد ادعى صفة المهدوية او السفارة عن المهدي عبر التاريخ اشخاص كثر، ربما كان في زمن واحد اكثر مندعيّ ، وجميعهم بان بطلان دعواتهم ، وفي ذلك عبرة لاولي الالباب .


          سابعاً- مكان الظهور :
          لقد تواتر الروايات عن اهل البيت (ع) بان ظهور المهدي (ع) في مكة ، وعند البيت الحرام بعد فتنة كبيرة تضرب الحجاز ، ويضطرب فيها حبل الامن والنظام ، ومن هناك يتحرك المهدي (ع) نحو العراق والشام وغيرها من البلدان ، فالظهور من مكة وليس من البصرة او الحلة او الكوفة كما يروجون.
          ثامناً- تجربة (قاضي السماء):
          لقد كانت تجربة قاضي السماء الكرعاوي دليلا حيا على ضحالة وسقوط هذه الحركات ، ومكر وكذب وعماله قادتها ، وسخف عقول المنتمين اليها ، ويمكن الاستدلال على ذلك بما يلي :-
          1- لقد كذب مهديهم المزعوم في كل ادعاءاته الشخصية وتنبؤاته السياسية والعسكرية والمهدوية ، فقتل شر قتله وقضى اتباعه بين قتيل واسير ومشرد ، فيما كان يدعى انه المهدي المنتظر وانه من بيضة مخصبة وان اتباعه لا تؤثر فيهم الاطلاقات .. وما الى ذلك من الترهات.
          2- لقد اثبتت الاحداث قبل وقائع معركة الزركة وبعدها ونتائج التحقيقات فيها ما يلي:
          أ- ان (ضياء الكرعاوي) كان عنصرا مجندا للمخابرات العراقية ، وانه اعتقل عدة مرات للخداع والتمويه وبترتيب مع الامن والمخابرات العراقية .
          ب- كان تمويل ودعم الحركة يتم من قبل شخصيات (بعثية وطائفية) ودول عربية (خليجية) معادية للعملية السياسية وهو ما تجسده الهستريا التي اصابت بعض القنوات الفضائية في تغطيتها المحمومة والمتحاملة لمعركة الزركة (الزوراء – الرافدين-الشرقية).
          جـ - تأكد بالقطع اشتراك مجاميع من تنظيم القاعدة ومجاميع بعثية في المواجهات التي حصلت في الزركة ، وهو ما يؤشر الحلف المدنس غير المعلن بين الجهات الثلاث .
          د- ان اعداداً كبيرة من اتباع (الكرعاوي) كانوا من البعثيين وعناصرامن ومخابرات النظام السابق.
          هـ - ان المخطط الذي اجهض في (الزركة) ، والذي كان يهدف الى احتلال النجف ثم كربلاء ، وقتل جميع علماء الدين و المراجع ، واعلان الثورة كي تلتحق به جماعات (الحسن اليماني والممهدون وغيرها) ليؤكد ان هذه الجماعات غريبة عن الامة في امالها واحلامها وطموحاتها لبناء عراق جديد تسوده الديمقراطية ويحكمه القانون .
          انهم يريدون العودة بنا لايام النظام السابق وعهود الفوضى والقتل والدمار(انهم ابناء بررة – للقاعدة وللبعث- )

          جند السماء
          مخطط الجذور والامتداد
          البعث القاعدة ابو هدى الغزي اليماني (بصرة) السعودية – الامارات
          (دعم مالي وبشري) ( دعم مالي وبشري) (تنظير فكري) (دعم بشري) (دعم مالي )


          {جند السماء}
          الممهدون
          (المولوية)

          الخـــــاتـــمـة
          لقد تبين لنا من خلال هذه الدراسة عن ( الحركات السلوكية) مايلي :-
          1- ان ( الحركات السلوكية ) ورغم اختلاف مسمياتها واساليبها و شعاراتها ، الا انها في الحقيقة تعتبر حركات وفرق ضمن تيار واحد ، وهو ما يمكن ان نطلق عليه ( التيار السلوكي المهدوي ) .
          2- تعتبر الحركات السلوكية الامتداد الطبيعي لفرق الغلاة التي وجدت منذ صدر الاسلام .
          3- اعتمدت هذه الحركات في خطابها الثقافي على ظاهرالخطاب الصوفي العرفاني ، وقامت بتوضيفه لخداع الناس ، باعتبـار ان ظـاهر الخطــاب الصـوفي يضج بشعـارات (الحب في الله) و( العودة الى الله) و(التسليم لله) ... وغيرها من العناوين التي تلامس اوتار النفس المؤمنة ، فيما يخفي الخطاب الصوفي المنحرف ، حقيقة عقائده الوثنية و المشركة على اتباعه ، لحين تشبعهم بالافكار العامة للمنهج ، و ترويضهم على الطاعة المطلقة لزعمائه ، وقد كانت مدرسة التصوف هي الحاضنة التي فقست فيها وباضت كل الحركات السلوكية و المغالية .
          4- انها ترفع الشعارات المهدوية لدغدغة مشاعرالناس وخاصة الفقراء و المظلومين ، للنفوذ من خلالها الى قلوبهم ، لتحريضهم وتثويرهم في المكان الخطأ ، وفي الزمان الخطأ ، وضد الجهة الخطأ ، وذلك لتنفيذ اجندة اعداء العراق و العملية السياسية ، وايضا لمنع الاخرين من توجيه هذه الطاقات وتثويرها بالاتجاه الصحيح وضد العدو الحقيقي .
          5- انها حركات تكفيرية ارهابية ، ممولة من قبل جهات خارجية وداخلية معادية للعملية السياسية ، وخاصة البعث و القاعدة ودول الخليج العربي .
          6- انهم يستغلون واقعا ( امنيا وخدميا ) بائسا ، لعرض انفسهم بمقابله كبديل موجه من السماء .
          7- استغلال ضعف الدولة ، وعدم اكتمال قدراتها الامنية ، بل تشتت هذه الامكانيات على عدة جبهات ، للترويج لمبادئهم من غير خوف من يد الدولة الظاربة .
          8- تعتبرعقائد ( وحدة الوجود ، الاتحاد و الحلول ، اسقاط التكاليف الشرعية ، اكثار الفساد) ... اهم عقائد هذه الفرق ، وهي عقائد يمكن وصفها وبأختصار بأنها ( شرك با لله تع ، ونسخ للشريعة الاسلامية ، وترويج للفساد بأسم الدين)...
          9- اما اهم افكارهم السياسية و الاجتماعية فهي ( اسقاط المرجعيات الدينية و الدعوة لتصفيتها ، تكفير المجتمع، معاداة الديمقراطية و العملية السياسية ، ورفض الدستور ، وتخوين جميع الاحزاب السياسية الدينية وغيرها وكل من يشارك في العملية السياسية ) .
          10- ان دعم الحركات الصوفية في العالم الاسلامي ، انما هو جزء من توجه و برنامج عالمي ، في الترويج ( للاسلام الصوفي) ازاء (الاسلام الاصولي ، او الاسلام السياسي ) . بل وحتى مقابل الاسلام المعتدل ( العقلاني – الشرعي ) ، وذلك لقابلية (الاسلام الصوفي ) على الذوبان و الاندماج في المجتمعات الاخرى ، وكذلك لسهولة اختراقه ، وسهولة اقناع الناس به ، واخيرا لاقترابه في اصوله العقيدية من عقائد الديانات الاخرى .
          11- ان الخطر الحقيقي لهذه الحركات يتلخص في انها – عدو من الداخل ، يكفر الجميع ويستحل دمائهم ، وانه يؤمن بالعنف طريقا لتحقيق اهدافه .
          12- يروضـون اتبــاعهم على الطـاعة المطلقة ، حتى يتحولوا الى ادوات فاقدة للارادة والوعي ، حيث يمارسون معهم شتى اساليب الهدم المنهجي للشخصية ولكل المعتقدات و الافكار و القيم التي تؤمن بها .




          13- ان اهم اسباب انتشار هذه الحركات هو :-
          أ‌- عدم وجود الفهم الصحيح ( لعقيدة الامام المهدي ) لدى اغلب شرائح الامة .
          ب‌- انحسار وضمور الفكر الواعي في المجتمع ، بسبب انشغال رواده في المعركة الامنية و السياسية .
          أ‌- عدم وجود القوانين الرادعة ، التي تجرم وتردع من يحاول استغفال الناس وتحريضهم على العنف و الاخلال بالامن .
          د- التدخلات الاجنبية ، ودعم الجهات الطائفية و البعثية المعادية للعملية السياسية ، ولكل الاسس التي قامت عليها ، و التي تسعى الى تمزيق النسيج السكاني في الوسط و الجنوب ، على امل اشعال فتنة داخلية تحرق الاخضر و اليابس ، وتنتهي باسقاط العملية السياسية ، و اعادة المعادلة لوضعها السابق قبل سقوط النظام ، وهو ما يصفونه باعادة التوازن للمعادلة السياسية التي اختلت كثيرا لغير صالحهم .
          هـ- الفوضى الامنية و الثقافية وفقدان الخدمات.
          14- من المفارقات الغريبة ان التكفيريون السنة انما يكفرون الشيعة و يستحلون دمائهم ، بينما يقوم التكفيريون الشيعة ( السلوكيون) بتكفير اخوانهم الشيعة ، و يفرحون بقتلهم و تصفيتهم على يد ارهابيي القاعدة و غيرها ، بادعاء انهم لا يوالون ( الامام) ، وان ما يحصل لهم هو نتيجة عدم ولائهم ، فيما يلتمسون الاعذار لجرائم الارهابيين بحق الشيعة ، بأنهم اهل غفلة ، وان علينا ان نستغفر لهم ، وان لا نؤذيهم ، وهو ما يؤكد هيمنة (القاعدة ) على هذه المجاميع الممسوخة وتسييرها لها من خلف ستار ، بل ان خطابهم السياسي التكفيري التخويني لايختلف وبكل تفاصيله عن خطاب ( القاعدة) الوهابي ضد العملية السياسية او ضد الشيعة و مراجعهم الدينية.
          15-ان هناك الكثير من الممارسات ( المشينة ) و( القبيحة) واللا أخلاقية التي يمارسها هؤلاء الممسوخون ومن أهمها و أشهرها ( إباحة الزنا واللواط والسحاق ، وتبادل الزوجات وأخيرا الزنا بالمحارم ، وذلك لاجبار المهدي على الخروج ) .
          16- الملاحظ ان هذه الحركات تسعى لانشاء (فرق وطرق صوفية ) في المجتمع الشيعي كما هو معروف عند اخواننا السنة ، وهذه الحركات هي (نواة) لهذه الفرق .
          17- اما أهم طرائقهم في الوصول الى عقائدهم فهي :-
          أ- التأويل الباطني للقران .
          ب- الاستدلال على مدعياتهم بالروايات المتشابهة لإيهام الناس بأنطباقها عليهم.
          ج - استعمال اساليب الصوفية في الكشف و المشاهدة و الأحلام والإلهامات)
          18- اهم مراكز انتشارهم ( بغداد/ الناصرية / واسط / العمارة/ البصرة / الديوانية / الحلة / كربلاء).
          19- وأخيرا فقد اجمعت المرجعيات الدينية في النجف الاشرف على تكذيب هؤلاء المدعين ، بل ان بعض المراجع قد افتى باهدار دم زعمائهم الذين يدعون المهدوية او السفارة عن الامام المهدي .

          وفي الختام نقدم مجموعة من المقترحات لمواجهة هذا السرطان الذي ينهش في جسد الامة

          تعليق


          • #6
            تتمة الموضوع

            المقترحات و التوصيات
            1- استحداث دوائر متخصصة بهذه الحركات في وزارات الدولة الأمنية ومؤسساتها الاستخبارية وتكون مرتبطة بمديرية مركزية في مجلس الوزراء .
            2- إصدار فتاوى واضحة وصريحة من قبل جميع المراجع الدينية المعروفة ،تكشف حقيقة الزيف والكذب الذي تحمله هذه الحركات وتحرم الانتماء أليها وتصفها بأعيانها وبأسمائها.
            3- كشف الخطوط و الاتجاهات الداعمة لهذه الحركات و الإعلان عنها بكل صراحة .
            4- استخدام الإعلام وبصورة مكثفة في عملية المكافحة ، ونشر الفتاوى التي تساهم في محاربة هذه الفرق الضالة .
            5- ضرورة قيام علماء الدين و الكتاب و المثقفين والإعلاميين بتوعية الناس بخطر هذه الحركات عن طريق المنبر و الكتاب و الصحيفة و الندوة و الفضائيات.
            6- ضرورة حث خطباء الجمعة و خطباء المنبر الحسيني والمبلغين على فضح هذه الحركات وتحذير الناس من خطرها ، لان عملهم هذا سيكون أكثر نفعا وفائدة للدين وللوطن من الاقتصار على دعوة الناس للدين بدون توعية وتحذير من المخاطر.
            7- ضرورة استيعاب وتحييد العناصر المعتدلة في هذه الحركات .
            8- ضرورة إصدار القوانين الحازمة التي تحدد و تقيد و تضع الضوابط لكبح جماح هكذا حركات مغالية ، كأن يحظر تشكيل أي تنظيم سياسي ديني مالم يحوز على رضا المرجعية الدينية وموافقة الدولة العراقية .
            9- تشجيع الطرح العلمي و السليم للفكرة المهدوية ووضع النقاط على الحروف في التمييز بين المحكم و المتشابه، كي توصد الأبواب أمام أصحاب النوايا السيئة و طلاب الجاه والمال وعملاء المخابرات الدولية في سعيهم لاستغلال هذه العقيدة لتدمير الأمة من الداخل وتشويه صورة المذهب الشيعي .
            10- ضرورة شمول المنتمين الى هذه ( الحركات الهدامة )بقانون مكافحة الارهاب لأنها تحمل جميع مواصفات التيارات الارهابية ، من الفكر المتطرف التكفيري ،و استعمال الوسائل العنيفة لتحقيق الأهداف.
            11- ضرورة تفعيل الدولة (لجهدها الاستخباري) في رصد واختراق هذه المجاميع وكشف مخططاتها و أساليبها و ارتباطاتها.
            12- اعادة الحياة للفكر الواعي في جسد الامة واشاعة ثقافة (احترام العقل) لا(تغييبه) فهي حجر الاساس في كل عملية تغيير نحو الاحسن والعكس صحيح.
            13- ضرورة ان يعي الجميع أهمية التحرك السريع لطرح ثقافة مهدوية (رصينة) قبل ان يفلت الزمام وتتسبب الثقافة المنحرفة في استحقاقات على الشيعة والتشيع بشكل عام ، وليعلم الجميع ان الوقت الذي ستتوقف فيه عجلة الحرب مع العدو من الخارج (البعث والارهاب التكفيري- القاعدة-) بنفس الوقت ستبدأ الصفحة الثانية من المعركة – مع العدو التكفيري الداخلي - الحركات السلوكية التكفيرية.
            14- من الضرورة بمكان اشراك الجماهير في المعركة ، فكلما كانت توعيتها بالخطر اكبر ، وكلما فضحت أهداف وأساليب ونوايا هذه الحركة أكثر كلما كان للجماهير دور اكبر في القضاء على هذه الوباء واجتثاثه من الجذور.
            15- ضرورة ان يأخذ الوقف الشيعي دوره في مكافحة هذه الافة ، وذلك عن طريق مراقبة المساجد والحسينيات التابعة له ، وحسن اختيار الاشخاص الذين يوكل اليهم المهام والمسؤوليات .
            16- إعادة البحث والغربلة والتدقيق في المواقع الرسمية العليا والوزارات والمؤسسات الأمنية والعسكرية ، وعناصر الحمايات الخاصة ، لتطهيرها من المنتمين لهذه (الحركات السرطانية).
            17- تحذير الناس من (التصوف والعرفان) المنحرف لأنه الستار الذي يختبئ خلفه الأدعياء والمتاجرين بالدين ، وكان هو المنبع لكثير من البدع المتفشية في الامة.
            الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين .

            ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))
            صدق الله العلي العظيم


            الحركـات السلوكية في كـلام المعصومين و العلماء
            أدناه جملة من أقوال المعصومين (ع) ، والعلماء العاملين في هذه الفرق المنحرفة :-
            1. قال الرسول ( ص):- (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله) .
            2. قال الإمام المهدي (ع) :- (سيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
            3. قال آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) :- العجب من جـرأة أهل الأهواء علـى الله سبحـانه وعلـى أوليــائه ، و استغرب سرعة تصديق الناس لهم و الانسياق ورائهم ، إن من سلك طريقا شاذا و سبيلا مبتدعا فقد خاض في الشبهة و سقط في الفتنة و ضل عن القصد .
            4. قال آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله):- إن كل مدع للوصاية و السفارة كذاب و مفتر على الله و أوليائه
            5. قال آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض (دام ظله) :- من ادعى السفارة والنيابة الخاصة فهو كذاب و على الناس أن يكذبوه .
            6. قال آية الله العظمى الشيخ بشير ألنجفي (دام ظله) :- كل من يدعي السفارة فهو كذاب مفتر، وان من وراء هؤلاء الضالين المضلين طغاة العالم ، يمدونهم في طغيانهم يعمهون.
            7. قال آية الله العظمى السيد كاظم الحائري (دام ظله) :- كل من ادعى السفارة المهدوية فهو مهدور الدم .
            8. قال السيد مقتدى الصدر (حفظه الله) :- على الجميع أن يقاطعوا هؤلاء و يتبرؤوا منهم و يبتعدوا عنهم بعد السليم عن الأجرب .
            إن هذه الحركات الموصوفة هي ضالة مضلة و بعيدة عن الدين و الإسلام والتشيع واللازم على المسلمين إرشادهم إلى الطريق القويم أو طردهم و تحذيرا لناس من خطرهم








            ملحق ـ 1ـ
            الغلو
            اصطلاحاً : هي الجماعات التي غلت في الامام علي ع وأبنائه من بعده ، وهناك من غلا في غيرهم.

            والغلو مرض خطير أصاب جميع المجتمعات البشرية عبر التاريخ ، اذ غلت في انبياءها وعظمائها وصالحيها ، وأقامت التماثيل لإحياء ذكراهم ثم عبدتهم بعد ذلك ، وقد كانت آخر حلقات الغلو قبل الإسلام هو ما ظهر في الديانتين اليهودية والمسيحية.
            (وقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله).
            وأخيرا أصاب هذا المرض المسلمين حيث ظهر في زمن الامام علي (ع) اناس قالوا بالوهيته فحاربهم الامام ، ثم ظهروا من جديد في زمن الامام الصادق (ع) ليقولوا أيضا بالوهيته فكفرهم سلام الله عليه، ثم تلاحقت موجات وفرق الغلو والانحراف والتطرف لتضرب المجتمع الإسلامي في كل مكان ولم تستثني طائفة أو مذهب من خطرها و شرها ، وفي العصر الحديث ظهرت عدة فرق للغلاة منها (القاديانية) في الهند والباكستان و(البابية والبهائية) في ايران.
            (أسباب الغلو)
            1.الدافع النفسي و العاطفي/ لقد اعتاد البشر عبر التاريخ على تقديس أنبيائهم و قادتهم ، و بعد وفاتهم أو شهادتهم ، يتحول هذا التقديس إلى عبادة و تاليه، فما السر في ذلك .
            الجواب: أن طبيعة الإنسان المادية هي التي أوجدت فيه هذا النزوع نحو التصنيم، و لذلك جاءت الرسالات السماوية لترتقي بالإنسان إلى مستوى التعامل مع المجرد (الله جل جلاله).
            ان اجتماع (العظمة والمحبوبية مع المظلومية ..في أحضان الجهل) لابد وان تنتهي الى الغلو وهو ما سينتهي إلى استبدال الهدف (الله) بالوسيلة (النبي) او الامام.

            2.الأثر الفلسفي - حيث أثرت الفلسفات الوثنية للأمم و الشعوب التي دخلت الإسلام أو اختلطت بالمسلمين، على الفكر الإسلامي، ولقد تأثر بصورة خاصة أصحاب المدرسة الصوفية في الإسلام بهذه المؤثرات النصرانية والهندوسية والإغريقية، و نقلوها إلى الفكر الإسلامي.
            3.الدافع السياسي - أن الغلو باعتباره ظاهرة من ظواهر الفساد العقائدي و الانحطاط الفكري فهولا ينشأ و ينمو ألا في (الوسط السياسي المضطرب) وفي الأوساط التي تسودها النزاعات الدينية و كذلك الأوساط المتخلفة.
            4.البعد المادي - حيث ينمو تدريجياً في المجتمعات المتخلفة, طبقات تعتاش على الخرافات والبدع و خداع الآخرين، بل والاعتياش على الصراعات فيما بينهم.
            هذه هي جذور الغلو الأربعة – (العقول الضعيفة ، والأفـكار الفلسـفية المنحرفة ، و النوايا السـيـاسـية الخبيثـة ، والمصالح المادية الجشعة).








            الغلو في الكتاب والسنة وأقوال العلماء :
            1. قال الله تعالى في كتابه الكريم

            بسم لله الرحمن الرحيم
            (قل من رب السماوات والارض قل الله قل أفأتخذتم من دونه اولياء لايملكون لانفسهم نفعاً ولاضراً ، قـل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ) الرعد :16
            2. (ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ) هود : 31
            3. (قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليَّ ) الكهف :110
            4. (قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ) ابراهيم : 11
            5. قال النبي (ص) : (لاترفعوني فوق حقي ، فان الله تبارك وتعالى اتخذني عبداً قبل ان يتخذني نبياً )
            6. عن امير الؤمنين علي (ع) قال لاتتجاوزوا بنا "العبودية" ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا ، واياكم والغلو كغلو النصارى ، فإني بريْء من الغالين)
            7. قال الصادق (ع) والله مانحن الا عبيد الذي خلقنا ، ما نقدر على ضر ولانفع ، ان رحمنا فبرحمته ، وان عذبنا فبذنوبنا ، والله مالنا على الله من حجة وما معنا من براءة ، وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون ، من احب الغلاة فقد ابغضنا ، ومن ابغضهم فقد احبنا ، الغلاة كفار والمفوضة مشركون ، لعن الله الغلاة )
            8. وقال الصادق (ع) ( الغلاة كفار والمفوضة مشركون ، من جالسهم اوخالطهم او آكلهم او شاربهم او واصلهم او زاوجهم او تزوج منهم او ائتمنهم على امانة او صدق حديثهم او اعانهم بشطر كلمة ، خرج عن ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله (صلى الله عليه واله ) وولايتنا اهل البيت )) .
            9. قال الامام الرضا (ع) اللهم اني ابرأ اليك من الحول والقوة ، ولاحول ولاقوة الا بك ،اللهم اني ابرأ اليك من الذين قالوا فينا ما لانعلمه في انفسنا ، اللهم لاتليق العبودية الا لك ولاتصلح الالوهية الابك ، اللهم انا عبيدك وابناء عبيدك لانملك لانفسنا ضراً ولانفعاً ولاقوة ولاحياة ولانشورا ، اللهم من زعم ان لنا الخلق وعلينا الرزق فنحن اليك منه براء ، اللهم انا لم ندعهم الى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون )
            10. قال الإمام زين العابدين (ع) (أحبونا حب الإسلام، فو الله مازال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا الى الناس).
            11. قال الشيخ المفيد : الغلاة من المتظاهرين بالاسلام ، هم الذين نسبوا امير المؤمنين والائمة من ذريته الى الالوهية والنبوة ، ووصفوه في الدين والدنيا الى ما تجاوزوا به الحد وخرجوا عن القصد وهم ضلال كفار .
            12. قال الشيخ الصدوق : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة انهم كفار بالله تعالى
            13. قال الشهيد الاول في اللمعة : الغلاة لايدخلون في مفهوم الإسلام وان صلوا للقبلة .
            14. قال السيد الخوئي (قدس سره) : ان الكتاب العزيز يدل على ان الامور الراجعة الى التكوين والتشريع كلها بيد الله سبحانه وتعالى .

            الملحق ـ2ـ
            التصوف:- كانت بداية التصوف في الاسلام نزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة والتقوى ، فالزهد اساس التصوف في الاسلام ، ثم اثرت فيه عوامل خارجية ليتحول الى منهج خاص وطريقة معينة ومدرسة متميزة في فهم الدين والتعامل معه ، ثم ليتحول الى طرق صوفية تقوم بتربية المنتمين اليها على الاذكار والاوراد والزهد في الدنيا بغية تنقية النفس وتطهيرها لترتقي في المراتب الروحية التي يمكن ان توصلها الى درجة اليقين ، ومن ثم الوصول بها للاتحاد بالله بالكشف والمشاهدة.
            والصوفية ليست مذهبا او دينا بل هي منهج او طريق يسلكه العبد للوصول الى الله تعالى كما يعرفها اصحابها اما معارضيها فيعتبرونها ممارسات عبادية لم تذكر في القرآن او السنة ، ولايوجد اي سند في اثباتها ، وعليه فهي تدخل في نطاق (البدعة) المحرمة التي نهي عنها الرسول (ص) ، وكذلك فقد اتهمت الصوفية بانها ثقافة دينية تنشر الخرافات ، وانها القناة او الجسر الذي انتقلت من خلاله عقائد وخرافات الديانات الاخرى الى الاسلام ويستدلون لذلك بالتشابه الكبير بين عقائدها وعقائد الهندوسية والبوذية والمجوسية والنصرانية واليهودية وفلسفات الاغريق.
            ومن اهم ما اقتبسه التصوف الاسلامي من التصوف والعقائد الهندوسية والنصرانية وغيرها حسب قولهم هو
            1. عقيدة (وحدة الوجود).
            2. عقيدة الاتحاد والحلول.
            3. عقيدة التناسخ.
            4. نظام الرهبنة واعتزال الناس للعبادة والانقطاع عن شهوات الجسد وكل جماليات الحياة.
            5. التقشف واحتقار اللذات الجسدية وتعذيب الذات.
            اصل التسمية: اختلف العلماء في نسبة (التصوف) على اقوال ارجحها انه نسبة الى الصوف ، حيث كان شعار رهبان النصارى الذين تأثر بهم الاوائل من الصوفية .
            مصادرهم المعرفية: يستدل الصوفية على عقائدهم بـ( الالهامات والاحلام والمكاشفات) .



            عقائد الصوفية
            أ- (عقائد اساسية)
            1- الغلو وهو عقيدة ملازمه للتصوف ، فالسنة منهم يغالون في النبي (ص) فمنهم من يصل به الى درجة الالوهية ، ومنهم من يدعى اللقاء به والاخذ عنه مباشرة – (تعاليم واوراد واذكار) وكذلك الغلو في الاولياء والاقطاب والمشايخ اما الشيعة فيغالون في ائمتهم ويدعون لهم نفس ادعاءات السنة للنبي (ص) والاولياء.
            2- يعتقدون ان الدين حقيقة وشريعة ، والشريعة هي الظاهر من الدين ، بينما الحقيقة هي الباطن الذي لا يصل اليه الا المصطفون الاخيار.
            3- الايمان بعقيدة (الاتحاد والحلول) الفناء في ذات الله التي دعى اليها (الحلاج) الصوفي الشهير.
            4- الايمان بعقيدة (وحدة الوجود) التي نادى بها اشهر المتصوفة على الاطلاق(ابن عربي).
            5- رفع التكاليف والاباحية:وهي من المظاهر التي ظهرت وتظهر في جنبات الحركات الصوفية عامة وهي نزعات هدامة تبشر بالفوضى الاخلاقية والاتجاهات العدمية ودعوات اسقاط الفضائل الاخلاقية المتوارثة من الاعتبار مما تسبب في قيام صراع تاريخي دام بين ادعياء التصوف وبين الفقهاء ، باعتبارهم حماة الشريعة ، والمتكلمين باعتبارهم حراس العقيدة الصحيحة .
            وهكذا ظهرت طوائف وفرق وجماعات تدعى التصوف صرحت بالكفر والالحاد واستباحة الحرمات واسقاط التكاليف والقول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود مما دفع الفقهاء والمتكلمين لاصدار فتاوى ضد مدعي التصوف المنحرف ، وتكفيرهم.
            ان كثيراً من هولاء يخرجون عن ربقة العبودية مطلقا ، بل يزعمون سقوط بعض الواجبات عنهم ، او حل بعض المحرمات لهم ، فمنهم من يزعم انه سقطت عنه الصلوات الخمس لوصوله الى المقصود ، وربما قد يزعم سقوطها عنه اذا كان في حال مشاهدة وحضور ، ومنهم من يزعم سقوط الحج عنه ، مع قدرته عليه لان الكعبة تطوف به، او لغير هذا من الحالات الشيطانية ومنهم من يفطر في رمضان لغير عذر شرعي زعما منه استغناءه عن الصيام.
            ب-(عقائد ثانوية)
            1- تعذيب النفس والتجويع واماتة الشهوات.
            2- الغلو في المشايخ والاولياء والاقطاب.
            3-دعوى الولاية التكوينية للاقطاب والمشايخ وانهم يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب .
            4- الطاعة المطلقة للمشايخ ، فمن المظاهر التي اقترنت باستمرار بالحركة الصوفية في مختلف انماطها وتنوع الدائرة الدينية والثقافية التي نشات في اطارها ، ظاهرة تبعية المريد السالك للطريقة ، لارادة شيخه الروحي – المطاع – وفناء ارادته كليا في ارادة شيخه ، بدعوى ان المعراج الروحي للسالك المبتدئ لا يمكن ان يتحقق ويؤتي ثماره الا بالخضوع الكلي لارشاد الزعيم الروحي ، الذي تجب طاعته من غير سؤال ، لتتخذ الطاعة له وتتحول الى عبودية عمياء خرساء بكماء لا يقرها دين او عقل، فمن شأن المريد :"ان لا يقول لشيخه قط (لِمَ) فقد اجمع الاشياخ على ان كل مريد قال لشيخه (لِمَ) لا يفلح في الطريق"
            لقد طغى التصوف المنحرف في نهاية المطاف على التصوف الشرعي المعتدل الذي هو (تقويم الاخلاق ، وتهذيب النفس والدعوى للزهد في الدنيا والاخلاص في العبادة ) .
            والذي كان منهج الصالحين والعبّاد والزهّاد في صدر الاسلام ، وما تبعه من عصور ليحل محله تصوف الخرافات والبدع والغلو والعقائد المنحرفة والممارسات اللأاخلاقية.
            والخلاصة التي يمكن ان نصل اليها هي ان التصوف هو (الاسلام العاطفي) ، بل هو الفهم العاطفي للدين عموما، فاذا كان دليل الفيلسوف (العقل) ودليل الفقيه (الشرع) ودليل المتكلم (العقل والشرع ) فان دليل الصوفي هو (العاطفة ، الوجدان ، والذوق ، والكشف) وكلها نابعة من التجربة الشخصية التي لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود.
            ان الغلو في الصالحين والزهد في الدنيا ولبس الخشن من الثياب واكل الطعام الردئ وتنقية الباطن والسعي للتوحد مع الاله ‘هي اركان التصوف عند جميع البشر .

            واخيرا فأن جميع العقائد و الفرق المنحرفة في تاريخ الاسلام و حاضره انما كانت تنمو في احضان التصوف ، فهو المدرسة التي انطلقت منها دائماً كل حركات الانحراف العقيدية والسلوكية .










            العلاقة الجدلية
            بين مكونات الانحراف الخمسة
            ان طريقة التفكير العاطفية تميل عادة الى المبالغة والتضخيم، وهو طريق لابد وان ينتهي بصاحبه الى المغالاة في النظرة للاموروالتعامل معها، فهناك علاقة جدلية وترابط وثيق وطردي بين العاطفة والغلو ، وقد مثلت( المدرسة الصوفية)المنهج النموذجي الذي يجسد الفهم و التفسير العاطفي للدين ،بل وقامت بالتنظير (للعواطف) وهي تفلسف الدين وتغوص في اعماقه البعيدة بدون قيود ومن غير اية ادلة عقلية وشرعية ، وهو ما يفسر تحول ( التصوف) الى حاضنة لكل الافكار المغالية و المتطرفة عبر التاريخ فما من دعوة للغلوالا وللتصوف يد في تأسيسها وتكوينها ، وما من نبتة للخرافة الا وللتصوف يد في زراعتها وسقايتها وانمائها وترويجها في المجتمع. اما المهدوية فانها الوقود الذي يحرك الجماهير ويوفر لاي حركة القدسية والشرعية الدينية التي تحتاجها لتحقيق اهدافها ، فالمهدي شعار الجماهير المستضعفة منذ صدر الاسلام وحتى يومنا هذا ، ورفع هذا الشعار يمثل استجابة لحاجة الجماهير المظلومة البائسة الى منقذ ، ومن ناحية اخرى فأن ارتباط هذا المنقذ بشخص النبي(ص) يعطي للثورة والتمرد نكهة خاصة تمور بالعواطف الجياشة تجاه النبي وآل بيته الاطهار ، اما عن علاقة الغلو بالمهدوية ، فان المهدي(ع) هو الشخص الوحيد الباقي من سلسلة النبوة والامامة ،وبذلك يكون النموذج المثالي الذي يمكن ان تطبق بحقه وتنطبق عليه كل دعوات التأليه والاتحاد والحلول والتجلي في نظر المتصوفة، والادعياء ، والعامة من الناس .
            فالفهم العاطفي للدين (التصوف) لابد وان ينتهي الى (الغلو)، الذي لابد وان ينتهي بدوره الى العثور على الشخص (الكاريزمي) الذي يجسد مفاهيم الغلو في أذهان العامة والبسطاء ، كيف وهذا الشخص الكاريزمي (صاحب الصفات الآسرة المؤثرة ) موجود بل دائم الوجود وهو حي يرزق ، وهناك باب مفتوح ليس له سقف زماني ومكاني حول ظهوره وقيادته للثورة العالمية .
            فأذن سيكون هو المصداق الذي تنطبق عليه كل المفاهيم المغالية والحالمة، نعم انه (المهدي) ، ومن هنا نشأ هذا الترابط الجدلي بين التصوف والغلو والمهدوية .
            وبطبيعة الحال فان التكفير هنا سيكون هو سلاح المرحلة لان من لايكون تحت لواء (المهدي) فهو عدو له وللدين وللإله ، فهو كافر مرتد ، ولازمة كفره وارتداده ، ان يقتل مالم يبايع ويتوب ، لينشأ مفهوم خامس وجديد يعتبر تحصيل حاصل لكل ما سبقه من مفاهيم مشوهة وتداعيات خطيرة وكارثية ، الا وهو القتل (الارهاب) ، فتكون النتيجة المرعبة الظلامية :
            ( التصوف الغلو المهدوية التكفير الارهاب ) .



            التصوف في كلام المعصومين و العلماء
            1. قال الرسول:- ( ص)( إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله ).
            2. قال الامام الصادق (ع):- الصوفية اعدائنا فمن مال اليهم فهو منهم ويحشر معهم، الا فمن مال اليهم فليس منا، وإنا منه براء ، ومن انكرهم ورد عليهم ، كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله(ص).
            3. قال الامام الرضا(ع):- لا يقول بالتصوف احد الا لخدعة او ضلالة او حماقة.
            4. قال الامام الهادي(ع):- لا تلتفتوا الى هؤلاء الخداعين فانهم حلفاء الشياطين ، ومخربوا قواعد الدين ، فلا يتبعهم الا السفهاء ، ولا يعتقد بهم الا الحمقاء ، فمن ذهب لزيارة احدهم حيا او ميتاً فكانما ذهب الى زيارة الشيطان وعبادة الاوثان ومن اعان واحداً منهم فكانما اعان معاوية ويزيد وابا سفيان ، فقال احد اصحابه وان كان معترفا بحقوقكم ؟ ، فزجره الامام وصاح به قائلاً : دع عنك هذا ، من اعترف بحقوقنا لم يذهب الى عقوقنا ، ان الصوفية كلهم مخالفونا ، وطريقتهم مغايرة لطريقتنا ، وان هم الا نصارى او مجوس هذه الامة.
            5. قال الامام الحسن العسكري(ع):- ان المتصوفه شرار خلق الله على وجه الارض يبالغون في حب مخالفينا، ويضلون شيعتنا وموالينا ، انهم قطاع طريق المؤمنين والدعاة الى نحلة الملحدين، فمن ادركهم فليحذرهم وليضمن دينه وايمانه منهم.
            6. قال آية الله العظمى المرعشي النجفي:- وعندي فان مصيبة التصوف على الاسلام من اعظم المصائب ، تهدمت بها اركانه وانثلم بنيانه وظهر لي بعد الفحص الاكيد والتجول في مضامير كلماتهم والوقوف على ما في خبايا مطالبهم والعثور على مخبياتهم بعد الاجتماع برؤساء فرقهم ، ان الداء سرى الى الدين من (رهبنه النصارى) فتلقاه جمع من ابناء العامة كالحسن البصري والشبلي ومعروف وطاووس والزهري والجنيد ونحوهم ثم سرى منهم الى (الشيعة) حتى رقى شأنهم وعلت راياتهم بحيث ما ابقوا حجرا على حجر من اساس الدين ، اولوا نص الكتاب والسنة ، وخالفوا الاحكام الفطرية والعقلية ، والتزموا (بوحده الوجود والموجود) ، لقد شاع التصوف في القرن الرابع الهجري عندما قام بعض الناس فانتزعوا من (عقائد) أهل الكتاب والوثنيين جملاً والبسوها لباساً اسلامياً ، فجعلوها علما مخصوصاً ميزوه بعلم التصوف ، (الحقيقة والفناء او الكشف والشهود) ثم حل القرن الخامس ليقوم بعض دهاة الصوفية ، وكي يحوز ما بين الجهال مقاما شامخاً كمقام الامامة او النبوة بل الالوهية ، فوسعوا فلسفة التصوف بمقالات مبنية على مزخرف التأويلات والكشف الخيالي والاحلام والاوهام .









            المصـــــــــــــادر
            لقد اعتمدنا في كتابة هذا البحث على أربعة أنواع من المصادر ، وهي :-

            1. مصادر حول الفرق الإسلامية.
            2. مصادر حول التصوف والعرفان.
            3. كتب ومنشورات الحركات السلوكية.
            4. مصادر بشرية ميدانية.








            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              وصلي ياربي على محمد واله الطيبين الطاهرين
              السلام عليكم
              اخي الحقيقة الموضوع فيه معلومات كثيرة ونافعة عن السلوكية
              ولكن عندما تذكر المرجع الديني وتضعه بين هؤلاء المنحرفين
              فانت احد امرين !
              اما انك تريد خلط الاوراق لعداء او حقد او غيره
              او انك تجهل ذلك وتعتقد انها حركة وليست مرجعية ؟

              والله هو العالم والحاكم والرقيب وبه نستعين ونستحكم ،
              فعندما تذكر وتعد المنحرفين او السلوكيين تدس بينهم اسم المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد محمود الحسني الصرخي
              والسيد الحسني ليس غريب على الحوزة والمراجع
              وليس غريب على اهل العراق وناسة الطيبين
              ولم يخرج من العراق واتى على الدبابة ولم يصل حتى الى ايران مثلا او سورية او غيره يا حباب
              السيد الحسني
              اول من رد على قاضي السماء واول من رد على جند السماء
              واول من رد على احمد الحسن(احمد اسماعيل كاطع ) مدعي اليماني او ابن الامام
              وكل هؤلاء قد فندهم السيد واليك رابط الموقع وشاهد
              وربما انت بعين واحدة
              ولكن احتمل فيك امر انك قد خلطت بين احمد الحسن(احمد اسماعيل كاطع) المدعي الكاذب السلوكي كما يعبر
              وبين المرجع الديني السيد الحسني دام ظله
              لتقارب الاسماء ربما
              الله العالم الحاكم
              الرابط هو
              http://www.al-hasany.com/news/news.php
              التعديل الأخير تم بواسطة مهدي 77; الساعة 04-05-2008, 11:08 AM.

              تعليق


              • #8
                الكلام من الجيب لا يفيد وكذاك الصراخ والعويل لا يفيدان , إن كان لكم رد على السيد اليماني أحمد الحسن عليه السلام و على علومه التي أخرص بها ألسنة العام كل العالم سنة وشيعة وملحدين ونصارى ويهود فردوا وإلا فابشروا بسيف بن فاطمة عليهالالسلام , كل منكم يعتقد أن زمنه ليس زمن المهدي عليه السلام لأنه حليت الدنيا في عينه وراقه زبرجها كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه, إذا لم يكن في هذا الوجود المهدي عليه السلام فمن يوجد إذن أنتم وفقط؟ كفاكم ضحكا على الذقون, أفيقوا يا موتى أفيقوا يانيام , إذا كانت طلائع السفياني قد طرقت أبوابكم ودخلت بيوتكم في بلادكم العراق العزيز عراق علي والحسين والعباس والعسكريين عليهم السلام كما أسلفتم الذكر فأين اليماني؟ أليست لديكم رواية في كتبم مفادها أن هناك خمس علامات أولها اليماني ثم السفياني ثم قتل النفس الزكيةثم... إذن أين الماني أم أنكم سوف تكذبو الرواية أم هل ستضعفونها؟ أفيقوا يا موتى أفيقوا يانيام ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة مروان1400, 14-04-2024, 05:29 AM
                ردود 0
                16 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة مروان1400
                بواسطة مروان1400
                 
                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 13-04-2024, 07:22 AM
                ردود 0
                11 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة وهج الإيمان
                بواسطة وهج الإيمان
                 
                يعمل...
                X